نارين غوران.. اعترافات صادمة حول مقتل الطفلة التركية

“نص خبر”-متابعة

 

تتكشف تباعاً ملابسات جريمة مقتل واختفاء جثة الطفلة نارين غوران (8 سنوات) التي هزت الشارع التركي منذ 20 يوماً، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتدخل وتعهده، بمتابعة العملية القضائية شخصيًا، لضمان أن ينال مرتكبو هذه الجريمة الوحشية أشد العقوبات التي يستحقونها.
وكانت غوران قد اختفت خلال عودتها للمنزل مع طفلتين، يوم 21 أغسطس/آب في قرية تافشانتبه بديار بكر، ليتم العثور عليها، بعد 19 يوما، جثة هامدة داخل كيس في قاع نهر أفتوتماز بمنطقة ساريدالي، على بعد كيلومترين من مكان سكنها. وتؤكد التحقيقات أن الطفلة قتلت في مكان آخر، ثم تم نقل جثتها إلى المكان الذي عثروا عليها فيه.


وفي التطورات، كشفت التحقيقات الأولية في مقتل غوران، اعترافات صادمة، بينها تكفل أحد الأشخاص بإخفاء جثتها مقابل حصوله على 200 ألف ليرة تركية (نحو 6 آلاف دولار) من عم الضحية.
وقالت وسائل إعلام محلية إن أحد الموقوفين في الجريمة اعترف بأن مختار القرية، وهو أيضاً عم الطفلة نارين، أحضر جثتها إليه كي يخفيها، مقابل منحه 200 ألف ليرة تركية، وقد أنجز المهمة بالفعل.
كسر وإصابات
وكشف تقرير الطب الشرعي أن جسد نارين تعرض لإصابات خطيرة، منها كسر في الساق وعلامة إصابة على الرقبة، وتحقق السلطات المختصة مع 24 شخصاً حالياً في الجريمة، بينهم والدا نارين وأشقاؤها وعدد من سكان حي “تافشان تيبي” في بلدة “باغلار” في ولاية ديار بكر جنوبي تركيا.
وأوضح المشتبه به، الذي لم تتضح هويته أو صلته بالطفلة، أن عم نارين أحضر جثتها ملفوفة ببطانية، ثم تعاونا في وضعها بكيس، قبل أن يتكفل هو بإخفائها قرب نهر يمر على مقربة من القرية.
وأضاف أنه شارك بعد إخفاء الجثة بعمليات البحث عنها، التي استمرت طوال 19 يوماً بمشاركة فرق من الشرطة والدرك ورجال إنقاذ وكلاب مدربة وطيران مسير.


مفاجآت وصدمة
وتوالت المفاجآت في ظل استمرار صدمة المجتمع التركي وتأثره بمقتل الطفلة، وزيادة المطالبات بتسريع التحقيقات وتقديم الجناة إلى محاكمة عادلة. ونقلت وكالة نيو ترك بوست، اعتراف أحد المشتبه بهم في قضية مقتل الطفلة نارين،بعد احتجاز واستجواب المشتبه به ضمن 23 آخرين، من قبل السلطات. وقال المشتبه به في اعترافه، إنه اتصل بمختار القرية عم الطفلة، سالم غوران، لطلب المساعدة بسبب انقطاع المياه عن منزله، وإن المختار غوران أخبره بأنه سيتصل بالمسؤولين لإصلاح العطل، وإن المسافة بين منزليهما حوالي 100 متر. وأضاف: خرجت من منزلي بسيارتي، ورأيت سالم غوران يقترب مني بسيارة بيضاء. أشار لي بيده إلى شيء ملفوف ببطانية في مقعد الراكب الأمامي في سيارته وقال لي: “تخلص من هذا”.
الجثة في كيس
وحول تستره وعدم تسليم نفسه والاعتراف رغم مرور 19 يوماً حتى تم العثور على الجثة، يشير المشتبه به: “لم أفكر في تسليم نفسي للجندرمة لأنني لم أقتل الطفلة، لكنني كنت أعلم أنهم سيقبضون عليّ، فقد حملت كيس الجثة بمفردي إلى الوادي واستغرقت عملية الإخفاء حوالي 30 دقيقة، وعندما كنا نضع الجثة في الكيس، لم أكن متأكدا من أنها نارين، ولكن عندما كنت أربط الكيس في الوادي، أدركت أنها هي”.
ولم يكشف المشتبه به عن سبب قتل العم ابنة أخيه، رغم الشكوك التي تطرقت لها وسائل إعلام تركية، عن علاقة بين العم وأم الطفلة القتيلة، مرجحة أن الطفلة شاهدت عمها وأمها بمشهد غرامي، وأن رسائل “واتساب” التي حذفها العم، ستؤكد العلاقة، بعدما كشفت وسائل إعلام أن “واتساب” سيعيد إرسال المحادثات المحذوفة من هاتف المتهم بقتل الطفلة نارين.

قضية أخرى تتعلق بوفاة أخت نارين
وبرزت في التحقيقات قضية أخرى تتعلق بوفاة أخت لنارين قبل سبع سنوات، كانت تعاني إعاقة، وتردد أنها توفيت خلال سقوطها من الدرج، دون أن تُجرى حينها تحقيقات أو تشريح جثة في تلك الحادثة التي عادت إلى الواجهة مجدداً.

وعثرت فرق بحث معها كلاب مدربة، صباح أمس الأحد، على كيس بين حجارة بجانب نهر قريب من المنطقة، قبل اكتشاف جثمان الطفلة داخله بعد 19 يوماً من بحث مضنٍ.

وكانت نارين في طريق عودتها من دورة تحفيظ القرآن الكريم، عندما افتقدتها عائلتها يوم الـ21 من أغسطس الماضي، وبدأت البحث عنها بمساعدة الشرطة.

وشملت عمليات البحث الواسعة الطرقات والحقول والأودية والحظائر وحدائق المنازل والآبار، والأماكن المهجورة والبحيرات والممرات المائية التي دخلها غواصون من هيئة الكوارث التركية.

قد يعجبك ايضا