“نص خبر”-متابعة
ضمن جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية لاستضافة المهرجانات الدولية، وإثراء مجال المسرح السعودي والخليجي وتعزيز مكانته محلياً ودولياً، تستضيف العاصمة السعودية الرياض مهرجان المسرح الخليجي في دورته الرابعة عشرة، بعد انقطاع دام 10 سنوات.
يستمر المهرجان لمدة ثمانية أيام في مدينة الرياض بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ، حيث سيُعرض ستة عروض مسرحية بالإضافة إلى عدد من ورش العمل ابتداءً من 10 سبتمبر وحتى 17 سبتمبر.
بداية لعودة العمل المسرحي الخليجي المشترك
ولفت الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، سلطان البازعي أن تنظيم السعودية للمهرجان بعد توقف لسنوات يعد حدثًا هامًا يجمع فناني ومثقفي دول الخليج، متمنيًا أن يكون انعقاد المهرجان في الرياض “بداية لعودة العمل المسرحي الخليجي المشترك”.
وأشار البازعي إلى أن الهيئة تعمل على تطوير المهرجان والمسرح السعودي ضمن استراتيجيتها لاستضافة المهرجانات الدولية وإثراء المشهد المسرحي السعودي والخليجي، وتعزيز مكانته على المستويين المحلي والدولي، نظرًا لأهمية المهرجان في إبراز ثقافات دول مجلس التعاون.
وكشف أن هناك دراسة جارية حاليًا لتطوير نظام المهرجان بهدف تحسين الأداء المسرحي ودعم الفرق الأهلية، وكذلك لتشجيع النشاط المسرحي على الاقتراب من الجمهور وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، فمسؤولية تطوير النشاط المسرحي في دول الخليج تقع على عاتق الجهات المسرحية في كل دولة، والهيئة تواصلت مع هذه الجهات ووجدت لديهم استعدادا للتطوير.
الموقع الطبيعي للفرق المسرحية
من جهته، أوضح رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خالد الرويعي، أن المقومات الفنية والمهارية متوفرة لدى الفرق المسرحية الأهلية، إلا أن تحقيق “الموقع الطبيعي” لهذه الفرق يتطلب وجود حاضنات ومقرات ملائمة، بالإضافة إلى التمكين المالي والإداري، لافتاً إلى أنه بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، نذلل العقبات أمام الفرق المسرحية، حيث توجد استجابة لافتة ومهمة من قبل المسؤولين في قطاع المسرح للعمل سويًا لتجاوز هذه التحديات.
وأكد الرويعي خلال حديثه مع “العربية.نت” أهمية الإدارة الثقافية في تعزيز مأسسة الفرق المسرحية في دول الخليج، يقول: عقد دورات في الإدارة الثقافية، مثل الذي أعلن عنها خلال المؤتمر، تمثل خطوة تأتي ضمن توجه شامل لتعزيز دور الفرق المسرحية في الريادة الإدارية إلى جانب الريادة الفنية، وذلك من خلال إقامة ورش عمل متخصصة يشرف عليها خبراء في هذا المجال.
حلول مبتكرة وتحفيز
وأضاف الرويعي: الدعم المالي من أبرز العقبات التي تواجه الفرق المسرحية في دول الخليج، ونسعى كفنانين إلى تطوير آليات وحلول مبتكرة بالتعاون مع الإدارات المسؤولة عن المسرح لتعزيز الاستقلالية المالية والإدارية لهذه الفرق، وأن تحقيق هذه الاستقلالية يتطلب من الفرق تطوير مهاراتها الإدارية وتبني استراتيجيات وخطط فعّالة، وهناك فرق استطاعت التغلب على بعض التحديات التي تواجه الفرق المسرحية، انطلاقًا من تبني فكر إداري مختلف ومبتكر، وهناك نماذج ناجحة في الإمارات والسعودية.
وكشف الرويعي: تم رفع قيمة الجوائز المالية في مهرجان المسرح الخليجي بنسبة 100% مقارنةً بالدورات السابقة، وذلك تحفيزًا ودعمًا للفرق المسرحية المشاركة، وأقل جائزة نقدية هي 10 آلاف ريال.
حدث ثقافي متكامل
وانطلق المهرجان لأول مرة عام 1988 في الكويت، واستمر تنظيمه بشكل دوري بين دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أن يتوقف ويعود مجدداً هذا العام، وتستضيفه السعودية للمرة الأولى.
ويشكل المهرجان حدثاً ثقافياً متكاملاً في مجال المسرح، حيث تُعرض فيه أعمال مسرحية من جميع دول الخليج، مع عدد من الندوات الفنية وورش العمل والجلسات النقدية التعقيبية وورش العمل المتخصصة والمعارض الفنية والعروض الأدائية، ويأتي المهرجان ضمن جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية لاستضافة المهرجانات الدولية وإثراء مجال المسرح السعودي وتعزيز مكانته محلياً ودولياً.