11 نوفمبر 2023
تعال لنتساعد في وضع وصفة أولية لكي يكون المرء منا فلسطينياً إلى جانب جنسيته وهويته الأولى. إذ يجب علينا جميعاً كعرب أن نكون فلسطينيين بشكل أو بآخر حتى تعود “من النهر إلى البحر” طالما هذا المصطلح يزعج أعداءنا!
فيما يلي قائمة بأهم ما يجب أن يرافقنا لنكون فلسطينيين ومشتبكين، فكل منا كعربي هو على جبهةٍ فرضت عليه مقابل عدوٍ متغطرس ماكر، يفعل كل شيء لينتصر علينا:
1- فلسطين للعرب كلهم:
بادئ ذي بدء، هذه أول خطوة يجب أن نعرفها ونتأكد منها قبل أن نتحرك بأي اتجاه، إن فلسطين هي خاصرة الوطن العربي وواحدة من خيرة محلاته زرعاً وضرعاً وبشراً وحجرا، كما أنها مهبط أديان العالم القديم، وفيها ثالث القبلتين وفيها أقدم مدينة في العالم وفيها ومنها وخرج كبار المفكرين والأدباء والمميزين. وإن التخلي عنها ولو بالفكرة يعني التخلي عن جزء أصيل من أوطاننا الأم.
2- المعرفة والإدارك:
علينا دون أي جدال أن نفهم تماماً طبيعة الصراع الذي شوهته ماكينات الإعلام الصهيونية وقلبت الرأي العام العالمي لصالحهم بكل الوسائل التي امتلكوها. إنه ببساطة صراع وجود لشعب محتل. الأمر بهذه البساطة. هنالك محتل استباح أرض ووطن إخوان لنا في خاصرتنا العربية. فلسطين. ولنفهم – نحن وأولادنا- طبيعة الصراع وتاريخه، علينا بقراءة المراجع الأهم وتثبيت معلوماتها في رأسنا والتفكير بها وتطويرها بعد تحليلها. هذا الأمر واجب على كل عربي!
لا انتصار دون معرفة أبداً. أن نعرف عدونا ونعرف أنفسنا، ماذا ينقصنا ولماذا ينقصنا وما هو الحل لتطوير أنفسنا. لا انتصار دون معرفة. هذا حتمي. يمكنني أن أشير إلى بعض المراجع في هذا لفهم أوسع وإحاطة أكبر، مثل: “تاريخ فلسطين الحديث” لعبدالوهاب الكيالي، “النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود” لكاتبه عارف العارف، “كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمّرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها” لكاتبه وليد الخالدي، “الكفاح المسلح والبحث عن دولة” لكاتبه يزيد صائغ. “القضية الفلسطينية؛ خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة” لكاتبه محسن صالح.
3- أن نعتبر أن “نظرية المؤامرة” هي مؤامرة بحد ذاتها:
شاع كثيراً في الآونة الأخيرة مصطلح “نظرية المؤامرة” التي نسحبها على كل شيء حولنا، وقد تم تسفيه كل من يقول أن العقل الغربي هو عقلُ مؤامراتي وتدبيري، ولعل هذا الكلام يحتمل الصحة إزاء المبالغات في تصور المؤامرات والدسائس، ولكن طالما أنه يحتمل الخطأ، فمن الضروري أن نعتبر كل شيء مؤامرة حتى يثبت العكس.حتى نفهم هذا أكثر، فلنقرأ كتباً كتبها الغربيون أنفسهم، على سبيل المثال: “تفتيت الشرق الأوسط” لكاتبه د.جيرمي سولت، “التطهير العرقي في فلسطين” لكاتبه: إيلان بابيه،وكتابا الفرنسي إيريك رولو “الفلسطينيون من حربٍ إلى حرب” وكتاب “فلسطيني بلا هوية”.
4- النفس الطويل:
في حقيقة الأمر يحتاج الصبر والنفس الطويل لأكثر من خمس خطوات أو خمسة أيام، ها نحن اليوم نقتدي بشعب صار له أكثر من ربع قرن يحبس أنفاسه لكنه لم يستسلم، يقاوم ويقاتل دفاعاً عن قضية تمسنا كلنا.
والنفس الطويل يشمل مقاطعتنا لمنتجاتهم والصبر على تبنينا القضية الفلسطينية والعمل بدأب لنشر الحقائق مهما بدا ذلك غير مجدياً، والصبر أيضاً على مغسولي الأدمغة من إخوتنا الذين لا يرون في كل تلك القضية أية فائدة.
5- تخيل أنك فلسطيني:
لتصبح فلسطينياً لا بد من أن تضع نفسك مكانه، تذكر أن أخاك فقد وطنه، وداره ونزح إلى ديار الآخرين، في مقطع كتبه أحد الكتاب الفلسطينين يقول: “انظر لهم، إنهم أهلك، لكنهم فقدوا وطنهم ومتحرجون من بقائهم في ديار الآخرين، إنهم يريدون بيوتهم وقراهم وردّ ثأرهم، فاصبر على المكلوم واصفح عن المفجوع”. نعم.. كن معه، تقرّب منه وناقشه وحاوره حتى تفهمه ويفهمك.
أنتما في خندق واحد وعلى ساتر ترابي واحد، شئت ذلك أم أبيت. وقد اتضح ذلك جلياً في أحداث غزة الأخيرة…