خاص – نص خبر
في بادرة ثقافية، صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب جديد للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد بعنوان “رسالة مفتوحة غير منشورة و مقالات أخرى للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد” وهو مؤلف من مقالات لم ينشرها الراحل في حياته قام بجمعها د.محمد شاهين الأكاديمي الأردني، وأستاذ الأدب الإنجليزي في الجامعة الأردنية منذ عام 1985.
وكانت مجلة تيارات يهودية قد سربت رسالة كتبها سعيد في عام 1989 ولكنه لم ينشرها بتوصية من أصدقائه لحدتها وغضبها.
لقد تغلغلت المنظمات الصهيونية من خلال تحكمها برأس المال العالمي ونجحت عن طريق الإنفاق على حملات انتخاب أعضاء الكونغرس، إلى جانب رواية الهولوكست ومعاداة السامية بتكميم الصوت الفلسطيني العالمي وسدت المنافذ على المفكرين الحياديين، ولكن رغم كل هذا تمكن إدوارد سعيد من فرض صوته باستخدام عبقريته الحوارية وقوة أفكاره كناقد أدبي وثقافي عالمي. كما قدم للعالم نظريات كثيرة عن السردية الفلسطينية الصهيونية غير التي اعتاد العالم عليها.
أربك سعيد المنظمات اليهودية، فهاجمته وحاولت محاصرته، ووصفوه بالـ“نازي”، وأضرم أحد أفرادها النار في مكتب سعيد في جامعة كولومبيا. هذا غير التهديدات بالقتل التي ظلت تلاحقه طيلة حياته. حيث وصفه الناقد اليهودي الأميركي المتطرف، إدوارد ألكسندر، بـ”بروفيسور الإرهاب”.
الرسالة هي دعوة من إدوارد سعيد لنظرائه اليهود لكي يتخذوا موقف ضد انتهاكات إسرائيل لحقوق لفلسطينيين” وقد جاء فيها: “لم يحدث في أي وقت من الأوقات في الصراع المستمر منذ قرن بين الفلسطينيين واليهود أن كان الصراع على الأرض، والحقوق الوطنية والمصير السياسي، أكثر حدة أو جدية مما هي الآن. بالنسبة للفلسطينيين -على الرغم من أنني لا أملك تفويضًا للتحدث باسم أحد سوى نفسي، وسأحاول التعبير عن مشاعري ومشاعر العديد من الفلسطينيين الذين أعرفهم شخصيًا- كانت هذه الفترة هي الأكثر أهمية في تاريخنا بعد الحرب.
عندما يتحدث اليهود عن إسرائيل كمكان يعودون فيه إلى الوطن، فإنكم تسمحون بأن يكون لكلمتهم “الوطن” وقع على الآذان الفلسطينية يشبه الموت. ويجب أن أضيف بسرعة، أن تجريدنا من إنسانيتنا حدث كامتداد لمجموعة التدابير الهائلة سلفًا التي اتخذتها إسرائيل لمحو معظم وجودنا من وطننا الأصلي. تم جعل مئات الآلاف من الفلسطينيين لاجئين؛ وتم تدمير أكثر من 400 قرية فلسطينية؛ ونفذت إسرائيل ضدنا حروبًا لا نهاية لها واتخذت إجراءات عسكرية ومدنية عقابية. وبحلول منتصف العام 1967، وُضعت فلسطين التاريخية بأكملها تحت الحكم الإسرائيلي”.