“ع مفرق طريق” على نتفليكس.. صوّر حياة الراهبات بكل جرأة

#image_title

“نص خبر “- كمال طنوس

“ع مفرق طريق” (بطولة جوليا قصار وبيتي توتل وميرنا مكرزل وسينتيا كرم وربى زعرور وشادي حداد) فيلم لبناني معبر بطريقة كوميدية سلسة. يحمل المشاهد في رحلة عبر طبيعة لبنان الخلابة. القصة تبدو مشوقة بمناظرها التي التقطتها الكاميرا. وجاءت الفكرة وكأنها تسقط لتعبأ حكاية ما حدثت وسط أجمل بقعة وأقدس منطقة في لبنان. وادي القديسين قنوبين.

الفيلم الذي يعرض حالياً على منصة “نتفلكس” يشكل صورة جمالية عن طبيعة لبنان وروح ناسه الطيبين البسطاء مع المرور على أزمة الناس المادية وطريقة حياتهم المتواضعة والمشاكل التي يعانون منها. عندما يحكي كيف يكسد موسم التفاح وأقل خسارة ترك الثمر على الشجر من قطافه وتلفه بعد ذلك.

الفيلم من اصدار عام 2022 وعرض في مهرجان البحر الأحمر وتم اختياره في فئة «روائع عربية» كما نال جائزة في مهرجان “مالمو”.

الروح الخفيفة

روح الفيلم خفيفة كوميدية تحكي عن شاب ممثل مشهور سبق وصور سيرة المسيح ثم طُلب إلى إيطاليا لتصوير حياة بابا روما واشتراكه مع ممثل إيطالي مشهور. وبالصدفة تنحرف سيارته نحو وادي قنوبين مسكن الرهبان والراهبات وهنا تبدأ رحلة من نوع أخر وتفتح قصة داخل القصة.

نشهد حياة الراهبات ويتقن الفيلم تصويرهن بطريقة كوميدية قريبة قد تكون مبالغ فيها فقلما نجد راهبات بهذه العفوية والسليقة الودية والمازحة. تتأثر لرؤية شاب مشهور وكيف يدب فيهن الزعر لمجرد وجود رجل بينهن.

تصوير حياة الراهبات بالكثير من الجرأة والمغاير

فصول الفكاهة الذكية وتخريم النص لتصوير حياة الراهبات كان فيه نوع من الجرأة والخروج عن المألوف وابدعت كل من جوليا قصار وميرنا مكرزل وبيتي توتل في تصوير مشاهد جذابة وشخصيات مرحة لا سيما بيتي توتل التي كانت سيدة التمثيل وجلب الابتسامة من اعماقها مقدمة نموذج فكاهي مرح وجاد معاً بطريقتها المبدعة واسلوبها الآخذ.

التطرق إلى حياة الراهبات لم يكن فيه شيء من الدين أو القدسية. بل مررن كأي نساء يتمتعن بالحرية الكاملة والعفوية التي تعبر عن دواخلهن بعيداً عن الدين وطبيعة حياة الكهنوت. وهذه قطبة تبدو صعبة ومثيرة واستطاعت المخرجة تصويرها بذكاء لتأخذنا نحو الوجه الانساني لحياة الراهبات وجعلهن من خليط المجتمع العادي.

البطل: أبطال

البطل شادي حداد الذي حوله تتمحور القصة لم يكن لولا كل الظروف المحيطة به. من راهبات وخوري الذي يؤدي دوره رفعت طربية بصوته المميز وطريقته الطريفة. ومجرد مرور نقولا دانيال في بعض المشاهد تعرف أن البصمة باتت قوية وساطعة بأسلوبه العفوي وشخصيته التي تلبس الدور كأنه أبن جرد وفلاح أباً عن جد.

هيبة الفيلم في الطبيعة التي صورها

هيبة الفيلم وتفرده في فتح العين على طبيعة لبنان الخلابة في بقعة يقشعر لها الجسم لكثرة جمالها وعظمتها. فعين المخرجة لارا سابا عن قصد خاضت هذه التجربة لتدخل في متاهة جمالية من نوع أخر. عندما تكون الطبيعة هي البطلة. مسلطة الضوء على وهاد وجبال وانهار وغيم تجتمع كلها كقصيدة لا تمل منها العين وتنقل المشاهد في سفرة وسط الحياة البكر الطيبة البعيدة عن التصنع وحياة اللهاث اليومية.

الفيلم لا يقع في قبضة الأفلام الصعبة وافلام المهرجانات. بل هو أكثر فيلماً بسيطاً وشعبياً مع رسائل ناعمة حول المرأة وتفكيرها الحر حتى ولو كانت راهبة. ومع الحب وكيف يمكن أن يغير مسار الحياة والتفكير ويصنع من الشخص شخصاً أخر.

فيلم حيادي مشغول لكل الناس 

هذه الأفلام الحيادية الجمالية تلقى قبولاً ليس فقط محلياً بل ايضاً عالمياً لأن الخطاب والصورة التي تحويه واسعة وتلامس كل فرد أينما كان في هذه الأرض. فلا الخطاب الخاص ولا الفكرة خاصة بل كل شيء عمومي. وهذا أمر صعب في السينما. لكن المخرجة استطاعت ان تجمع كل هذه الفضفضة ضمن قالب مذهل بجماليته عندما اقتنصت كل مشاهد وادي قنوبين وانزلتها كرائعة من روائع هذا الطبيعة في العالم.

الفيلم من اخراج لارا سابا ونص جوزفين حبشي من بطولة جوليا قصار وبيتي توتل وميرنا مكرزل وسينتيا كرم وربى زعرور وشادي حداد

قد يعجبك ايضا