يقول الفنان بياترو زيني: لو عاش رافييل أكثر من 37 عاماً لكانت الأرض قد توقفت من ثقل العبقرية!
ولد رافائيل في عام 1483 بمدينة أوربينو الأيطالية والمعروفة برفعة ثقافتها، كان والده رسام البلاط في المدينة، واتبع خطوات أبيه ليصبح أهم رسام ومهندس في عصر النهضة الأوروبي.
حظيت أعمال رافائيل بإعجاب الجميع بسبب وضوح الشكل وسهولة التكوين والإنجاز البصري للمثال الأفلاطوني الذي يظهر قدرة وعظمة الإنسان. وشكل جنباً إلى جنب مع ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو، الثالوث التقليدي للسادة العظماء في تلك الفترة.
ذاق اليتم باكراً واعتمد على نفسه في تسيير شؤونه بين يدي عمه الراهب، انتقل إلى روما بدعوة من البابا ، للعمل في الفاتيكان وقد حصل على سلسلة من التكليفات الهامة هناك وفي أماكن أخرى من المدينة، وبدأ العمل كمهندس معماري ولم يترك الفاتيكان حتى وفاته، يرسم ويهندس مدينة روما ويستعيد الآثار القديمة وإليه يعزى الفضل الأكبر في المحافظة على آثار الرومان التي وجدت هناك.
أشعل رافائيل المنافسة في قلوب الفنانين الآخرين وكانت هنالك عداوة معروفة بينه وبين مايكل أنجلو العظيم وقد ألهم كلٌ منهما الآخر حتى بلغ الفن الإيطالي ذروته في هذا العصر.
ولد رافائيل يوم الجمعة العظيمة 6 أبريل وتوفي في ذات اليوم بعد مرض مفاجئ أقعده 15 يوماً في فراشه، كانت جنازته من أضخم ما شهدت البلاد وحضرتها حشود كبيرة. وقد سار به أربعة من الكرادلة يرتدون اللون الأرجواني، وقد قبل البابا يده وهو ميت. يقول النقش الموجود على شاهدة قبر رافائيل الرخامية: “هنا يرقد رافائيل الشهير الذي كانت الطبيعة تخشى أن تهزم في حياته، وعندما كان يحتضر كانت تخشى أن تموت هي نفسها”.