دمشق مع حزني!

وسام كنعان – دمشق 

30 أغسطس 2023

رغم كل شيء. مازالت الحنيّة ظاهرة في دمشق. منذ أسبوع تماماً، لا أتحرك إلا مشياً على الأقدام. ليلة أمس وفي وقت متأخر جدا *توقف لي صوب نزلة المزرعة المتجهة نحو ساحة الميسات، ميكرو المهاجرين في مشواره الأخير غالبا نحو بيت سائقه، توقّف قربي، وقال لي بصوت ودود، كأنه مشهد مقترح يريد تصوير الرهافة في كبد العتم: “اصعد لأوصلك طلاع على طريقي لا أريد منك شيئاً!
* اليوم توقفت سيارة من نوعية “كيا ريو” بيضاء مثل الثلج يبدو من صاحبها حرصه الوافر على غسلها كل يوم. ثم خرجت امرأة من داخلها وراحت تنادي السيدات الواقفات عند موقف الباص. طلبت منهن أن يصعدن توصلهن على طريقها!
* ناضلت حوالي ساعتين لأجد تكسي لزوجتي بعد أن صادفتها في الشارع وأخيراً عثرت بمبلغ خيالي، وعندما رويت لأحد أصدقائي قال لي: عندما تنقطع بك السبل فقط اتصل بي سآتيك إلى أي مكان “عبّيت تنكة بينزين”!
* حكى لي أكثر من صديق في ضاحية قدسية عن كروب على الواتس أب يبعث فيه كل من يملك سيارة ويريد النزول إلى دمشق أن بمقدوره اصطحاب عدد من الأشخاص والتوقيت الذي سيمشي فيه ليوافيه من يحتاج توصيلة!
قد تبدو تلك التفاصيل بسيطة جدا في حال حدثت في بلاد تجري فيها اليوميات الاعتيادية بالحدود الانسانية، أما أن تحصل في الشام هذه الأيام، وهي المدينة التي اعتادت على الهول بهول أكبر وتخطت كل المفاهيم المتعارف عليها في شكل الحياة الطبيعي، فمجرد حدوثها، يعني أن هناك بصيص ما وفضاء محتمل لعلها شهقة أوكسجين أخيرة تمدنا بالصبر لنقوى على الحياة!

قد يعجبك ايضا