26 إبريل 2023
نص خبر- خاص
الشكل والصورة والديكور ومواقع التصوير والألوان والشارات والأداء التمثيلي وقبل كلّ ذلك القصّة، كل ذلك جعله ضربة الموسم ومسلسل المهرجان التلفزيوني، وصاحب الصدارة من دون منافسة. الحديث هنا عن «الزند… ذئب العاصي» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي بطولة: تيم حسن وأنس طيارة وجابر جوخدار ورهام القصار ودانا مارديني وتيسير إدريس وفايز قزق ومجد فضّة ومازن عبّاس ونانسي خوري ــ إنتاج «الصبّاح«)
الشغل بدأ من الكلمات المفتاحية للعمل، وبذكاء تمكّنت الشارات بعد بحث استقصائي، من محاكاة وجدان الناس ودغدغة ذاكرتهم، عندما أعادت إحياء عتابا معروفة لأهالي المناطق المنتشرة على ضفاف نهر العاصي أي المسرح الجغرافي للحدث. تلا ذلك استقدام المرحلة التاريخية بشكل محكم، يوازيها بحث يتحقق على مستوى الملابس، لينسجم مع بناء درامي على مستوى القصة والحوار والأداء التمثيلي البارع. الحكاية ربما تقدّم بطلاً واحداً هو عاصي الزند الذي يُقتل أبوه على يد رجال الباشا في ليل حالك، فينتقم ويفقأ عين قاتل والده ويهرب ليخدم في العسكر السلطاني. وعندما يعود، يكون وريث الباشا الشاب الوسيم نورس باشا قد أحكم السيطرة على أرض الرجل وكل المنطقة. ولدى محاولته المطالبة بحقه، يوضع في مكان يضطر فيه للهرب مع شقيقته وأولادها، قبل أن يتحول مع شباب قرية متمرّدة لإدارة حركة ثورية في وجه الظلم، سرعان ما تتحوّل إلى استرزاق وبلطجة وقطع طرق. كان الملمح المتوهّج في العمل هو التنافس على جودة الأداء بين مجموعة ممثلين بارعين!