تثير مسألة وجود المليارديرات الكثير من الجدل، خاصة في ظل الفجوة المتزايدة في توزيع الثروات حول العالم. بيل غيتس، الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت، والذي تقدر ثروته بنحو 139 مليار دولار وفقًا لمجلة فوربس، يعبر عن قلقه من هذا الواقع ويصفه بأنه “أمر غريب“.
نص خبر ـ متابعة
في سلسلة وثائقية جديدة على نتفليكس بعنوان “ماذا بعد؟ المستقبل مع بيل غيتس”، يتناول غيتس قضية عدم المساواة في الدخل، مشيرًا إلى أن هذا الكم الهائل من المال يتجاوز بكثير احتياجات الفرد. وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أنه “أكثر ثراءً من اللازم”، تجنب الإجابة المباشرة، لكنه أشار إلى أن الأثرياء يجب أن يساهموا بجزء كبير من ثرواتهم لصالح المجتمع.
فلسفة وإيمان
قال غيتس: “من الغريب أننا نملك ملياررات. إنه مقدار هائل من الثروة، وإذا حاولت استهلاكه، سيكون الأمر عبثيًا. يجب أن تُعاد تلك الأموال إلى المجتمع، وليس استهلاكها فقط.” هذه الفلسفة تعكس إيمانه بأن الثروة، بمجرد تجاوزها حدود الاحتياجات الشخصية، يجب أن تعود بالنفع على المجتمع.

وفي حدث نظمته نتفليكس في نيويورك، أشار غيتس إلى أنه سيكون لديه ثروة أقل بنسبة 62% إذا تم تطبيق النظام الضريبي الذي يقترحه. وأضاف: “أود أن تكون معدلات الضرائب أعلى بكثير للأثرياء”، مشيرًا إلى محادثاته مع السيناتور بيرني ساندرز حول زيادة الضرائب على الأثرياء.
ويدعو غيتس إلى فرض ضرائب أعلى على الأثرياء، وهو موقف يتشاركه عدد من المليارديرات مثل وارن بافيت ومارك كوبان. هذا الالتزام بالأعمال الخيرية هو ما يجعله يشجع المزيد من الأثرياء على الانضمام إلى مبادرته “تعهد العطاء”، حيث تعهد 240 شخصًا بالتبرع بنصف ثرواتهم للأعمال الخيرية.
التبرع بكامل الثروة
في النهاية، يهدف غيتس إلى التبرع “بما يقرب من كل” ثروته، مشددًا على أنه ليس من الضروري أن يكون الأثرياء في قائمة أغنى الأشخاص.
وأكد أن العالم سيكون أفضل إذا اختار المليارديرات التبرع بمزيد من أموالهم طواعية.
ورغم ذلك، يظل غيتس مؤمنًا بالرأسمالية كأساس للاقتصاد الأميركي، مشيرًا إلى أهمية وجود حوافز مالية تشجع على العمل الجاد والابتكار. ويرى أن تحديد حد أقصى للثروة ليس الحل الأمثل لمعالجة التفاوت الاقتصادي، مؤكدًا أن النظام الضريبي الحالي يحقق فوائد غير عادلة للبعض على حساب الآخرين.
بيل غيتس يتحدث بصوت واضح عن الفجوة بين الأثرياء وبقية المجتمع، داعيًا إلى إصلاحات اقتصادية وضريبية لتحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية. إن آرائه تعكس وعيه العميق بالتحديات التي تواجه العالم اليوم، وتسلط الضوء على أهمية المسؤولية الاجتماعية لدى الأثرياء.