بايدن يتشدّد

10 فبراير 2024

نص خبر – وكالات

 

شنّت القوات الأميركية هجوماً واسعاً منذ أيام على مقرات للميليشيات في سوريا والعراق، وقالت بيانات الأميركيين إن هجوم الطيران الأميركي على هذه المقرات كان الهدف منه ضرب قدرات هذه الميليشيات الموالية لإيران.

الرئيس الأميركي جو بايدن أصدر بياناً يوم الجمعة الماضي بعدما استقبل في قاعدة دوفر ديلاوير العسكرية معلقاً على هذه الغارة وقال إنها “ضربت أهدافاً في مقرات بالعراق وسوريا يستعملها الحرس الثوري الإيراني والموالين له للهجوم على القوات الأميركية” وأضاف “أن الردّ بدأ اليوم.”

جون كيربي من البيت الأبيض والجنرال سيمز من هيئة الأركان المشتركة تحدثا إلى الصحافيين بعد وقت قليل من الغارة، وأكد كيربي أن الأهداف شملت “مراكز قيادة وسيطرة ومبنى قيادة عامة ومراكز استخبارات ومخازن صواريخ وقذائف ومسيرات ومراكز نقل وإنتاج للذخائر”.

ما كان مثيراً أكثر للانتباه، أن المتحدثين من البيت الأبيض والبنتاغون كرروا الكلام عن أن الغارة هي الأولى من سلسلة الردود الأميركية على مقتل الجنود الأميركيين، والقصد هو “ضرب القدرات وإعاقة إمكانيات هذه الميليشيات من شنّ هجمات بدعم من الحرس الثوري الإيراني” .

دفاع عن النفس
مسؤول في البنتاغون تحدّث إلى العربية والحدث قال “إنه مسار ولهذا المسار عدة أوجه أو طبقات” وأوضح أن “الولايات المتحدة ستردّ دفاعاً عن النفس في كل مرة يتعرض الجنود الأميركيون للهجوم أو للخطر، وأن ما شهدناه من قصف ليلة الثاني من فبراير هو ردّ على الهجوم على البرج 22 في الأردن على الحدود مع سوريا”.

يريد الأميركيون إبقاء الباب مفتوحاً امام ردود متعددة ومتكررة، وربما ايضاً كثيرة الأوجه، لذلك رددوا أكثر من مرة أن القصف كان البداية، ويقولون أيضاً أن الردّ يمكن أن يشمل العمل الدبلوماسي والاقتصادي، وربما كان الردّ الأوضح هو الهجوم يوم الأربعاء 7 فبراير على سيارة يستقلها أحد قياديي كتائب حزب الله ما تسبب بمقتله في أحد أحياء بغداد.

لا مواجهة
ولكن لا شيء يوازي ضرب القدرات التي تملكها الميليشيات الموالية لإيران، فهي متصلة بالحرس الثوري الإيراني وتسيطر على الطريق الطويل من العراق إلى سوريا، وتمتلك قدرات بشرية كثيرة، وتزداد تجذّراً في هذه المنطقة، وتنتشر على مقربة من الجنود الأميركيين العاملين في الثكنات العسكرية في العراق أو في مقرات التنف وشمال شرق سوريا.

الآن بات من المؤكد أن إدارة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن لا تريد مواجهة هذه المشكلة بكليتها، وقال مسؤولون تحدثوا إلى العربية والحدث إن “الولايات المتحدة ليست بصدد حملة، وإن علينا أن نفهم أن هناك بعض التشابه، لكن الولايات المتحدة قامت بهذا الهجوم ردّاً على خسارة الجنود الأميركيين في البرج 22 في الأردن”.

أوضح مسؤولون في البنتاغون أن الأميركيين قاموا بقصف دقيق يوم الجمعة 2 فبراير على مراكز على صلة مباشرة بالهجوم بمسيرة، وأن القصف الأميركي دمّر الكثير من البنى التحتية للميليشيات التابعة لإيران التي تمّ استعمالها في الهجوم على الجنود الأميركيين، وأن القصف الأميركي سيتكرر لو حصل هجوم مرة أخرى، لكن لا يبدو أن الأميركيين أخذوا على عاتقهم ضرب القدرات الشاملة للميليشيات في سوريا والعراق.

العالم الرمادي
من الأرجح أن يواجه الأميركيون خلال الأسابيع والأشهر المقبلة سلسلة من الأسئلة الصعبة. فالميليشيات قررت العودة إلى قصف الجنود الأميركيين وأعلنت ذلك في بيان لها يوم الجمعة 9 فبراير، والأميركيون يعتبرون أن أي هجوم عليهم سيحتّم الردّ.

الحكومة الأميركية من جهة أخرى تريد التفاوض مع الحكومة العراقية على انسحاب مدروس يفتح الباب أمام علاقات ثنائية جديدة بين بغداد وواشنطن وبين القوات العسكرية للبلدين وسيكون من الصعب أن يقبل الأميركيون بالانسحاب تحت ضغط الميليشيات الموالية لإيران.

كان الكثيرون يراهنون على هدنة أو التزام الميليشيات بتهدئة لعدة أسابيع، لكن الأطراف، خصوصاً الأميركيين يجدون أن اندفاعة الميليشيات لا تتوقف، وقيادة بايدن لا تتحدّث عن ضربات رادعة وقاسية، أو استعمال القوة الفائقة ضد الميليشيات وهذا يفتح الباب أمام دوامة عنف ربما تكون طويلة.

قد يعجبك ايضا