لم يتبقَ من الطريق الوحيد المؤدي إلى بنساكولا في جبال كارولاينا الشمالية سوى درب موحل، بعد الفيضانات التي أعقبت إعصار هيلين.
نص خبر ـ متابعة
تقول كريستي إدواردز، إحدى سكان المنطقة، إن الجسور الرئيسية المؤدية إلى المدينة دُمّرت بالكامل، مما زاد من عزلة المنطقة النائية التي نشأت فيها. ومع اقتراب فصل الشتاء، تحذر إدواردز من أن المنازل تعتمد بشكل أساسي على التدفئة الكهربائية، مما يزيد من القلق مع توقع انخفاض درجات الحرارة.
في مركز الإطفاء، يُعتبر المكان خلية نحل حيث يتجمع السكان بحثًا عن الضوء والراحة، بعد أن فقد الكثيرون الكهرباء والمياه الصالحة للشرب. يقول ديفيد روجرز، أحد الناجين، إن الفيضانات غمرت المنازل المتنقلة، مما أدى إلى نقل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى. بعد عمليات الإنقاذ، بدأت الحفارات والجرافات في إعادة تسوية الطرق، لكن الكثير من السكان يشعرون بأن السلطات جاءت متأخرة ولم تكن قادرة على تقديم المساعدة الفورية.
اعصار غير مسبوق
قضى شخص على الأقل حول بلدة بينساكولا. إنها سوزان التي جرفها، بحسب إحدى جاراتها، أحد السيول الطينية التي اجتاحت المنحدرات المحيطة صباح الجمعة في 27 أيلول/سبتمبر.
وأودى الاعصار بما لا يقل عن 214 شخصا، ما يجعل من هيلين ثاني أكثر إعصار حصدا للأرواح في البرّ الرئيسي الأميركي خلال أكثر من نصف قرن، بعد الاعصار كاترينا عام 2005.
ويعزو العلماء شدة الإعصار إلى ظاهرة ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات الناجمة عن تغير المناخ.
لم يسبق لأحد في الوادي أو المنطقة أن شهد إعصارا بهذه الشدة.
في مركز الإطفاء، قام ديفيد روجرز، وهو جندي سابق، بعرض مقاطع فيديو على هاتفه تظهر كيف غمرت الفيضانات الضخمة المنازل المتنقلة التي تم تركيبها تحت منزله. وقال إن سكانها نجوا لكن “ثلاثة أشخاص اضطروا للذهاب إلى المستشفى”.
وعانى مع من نجا في هذه المنازل المتنقلة، وهي مساكن هشة للغاية تظهر مدى الفقر المدقع في المناطق الريفية في الولايات المتحدة، من العزلة التامة خلال الأيام الثلاثة الأولى.
فوضى
بعد الانتهاء من عملية الإنقاذ، وصلت أولى الحفارات والجرافات. وبدأ عشرات العمال إعادة تسوية طريق فوق الطين والحجارة التي جرفتها المياه.
وفي خضمهذه الورشة، لا يبدو وجود السلطات ظاهرا. فبالقرب من مركز الإطفاء وأمام شاحنة تخييم ضخمة مقلوبة قبالة كنيسة بيضاء، يشارك الجندي شون لافين من الحرس الوطني لولاية نيويورك في عمليات الإغاثة مع فريق يضم نحو عشرة أشخاص.
وأقر مشرف الفريق الذي فضل عدم الكشف عن هويته بأن “حالة من الفوضى” تعم فرقه الرسمية والتي يعمل إلى جانبها سكان ومتطوعون جاؤوا من بعيد وبعضهم في مروحيتهم.
ويرى العديد من سكان هذه المنطقة النائية أن السلطات جاءت بعد فوات الأوان، كما أن الحصول على إعانات من الوكالة الفدرالية المعنية أمر معقد للغاية، إذ يتعين تقديم الطلب عبر الإنترنت.
أعربت إدواردز التي تشعر بأنها “مهمشة” عن غضبها قائلة “هؤلاء الأشخاص ليس لديهم حواسيب ولا كهرباء”، مضيفة “نحن بحاجة إلى أن يأتي الناس شخصيا ويعاينوا كل منزل ويسألوا +كيف يمكننا مساعدتكم؟+”.
وأضافت “كنا نعلم دائما أننا مهمشون … نحن من أولئك الذين لم يطلبوا المساعدة قط”، ولكن الآن فإن هذه الكارثة “تفوق مواردنا. نحن بحاجة إلى مساعدة من الدولة”.