أكثر من 100 ألف زائر شهدوا فعاليات اليوم الوطني في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، والتي بدأت من مساء يوم الجمعة واستمرت حتى مساء أمس يوم الاثنين وتخللها تدشين كتاب الملك سلمان، الذي رعته أرامكو السعودية وأعدته مؤسسة التراث غير الربحية، بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود و رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر.
“نص خبر”-الرياض
ومما بدا لافتًا للعديد من الزوار وبحسب وصفهم ورش العمل التي كشفت عن ارتباط تاريخي وثيق بين بطولات المملكة العربية السعودية والعودة إلى تاريخها القديم، فخلال ورشة عمل “لمة أهل” استطاعت 800 قطعة مأخوذة من قشور الخشب أن تجمع تراث المملكة بدءًا من جدة التاريخية مرورًا بالمنطقة الوسطى والمنطقة الجنوية والشمالية، إلى أن حطّت رحالها في مدينة الظهران؛ لتصبح القطعة الأخيرة لوحة تاريخية عريقة سيتم الاحتفاظ بها في أحد المتاحف التاريخية بالمنطقة.
معرض رقمي تراثي
في الوقت الذي لاقى معرض الحرف التقليدية استحسان العديد من الزوار إذ جمع بين خمسة عناصر لحرف تقليدية يدوية كما استمعوا إلى تاريخ تلك المهن تزامنًا مع تسمية عام 2025 عام الحرف اليدوية، فمن الورد الطائفي والإسهاب في كيفية تصنيعه إلى مهنة الخوص التي لطالما ارتبط بها المزارعون السعوديون، فيما يسرد فيديو آخر مهنة الزري حيث تتزين البشوت – العباءات- بها فيما استكمل الحاضرون رحلتهم البصرية للتعرف على تاريخ السدو وطرق حياكته فيما ينغمس آخرون بمشاهدة مشهد مرئي للخنجر الذي يعبر عن رمز مهم في الثقافة المحلية، وهو جزء من الزي الرسمي للرجال في جنوب المملكة.
عرض عسكري
واستكمالًا لفرحة الوطن وضمن لحظات استثنائية سجلها الحضور في ذاكرتهم، شاركت وزارة الداخلية بباقة عروض عسكرية داخل حدائق إثراء وسط حماس منقطع النظير من الجماهير الذين عبروا عن فرحتهم باللوحة العسكرية التي رسمها جنود الجيش السعودي ممثلين العديد من قطاعات الأمنية؛ تعبيرًا عن الولاء وتاريخ بطولات المملكة الحافل.
آفاق نجمية
كما تضمنت الفعاليات على حكايا المملكة التي أدهشت جمهور إثراء عبر سرد تاريخ ومعالم المملكة مرورًا بأبرز كنوزها، وبفعالية “آفاق نجمية” احتشد محبي علوم الفضاء في معرض الطاقة للاستماع إلى تجاربهم وكيفية التعمق بهذا العالم والمهام التي يقوم بها روّاد الفضاء خلال رحلاتهم، في الوقت الذي اكتسى معرض الطاقة بإنجازات المملكة في تلك العلوم؛ غداة التعّرف على الجهود وسردها بطريقة بصرية لافتة.
نغني للوطن
كما واصلت فعالية نغني للوطن للسنة الثالثة على التوالي حضورها اللافت على خشبة مسرح إثراء عبر سلسلة أغاني وطنية خالدة وقصائد وطنية استعاد بها الجمهور ذاكرة وطنية راسخة، وكان من أبرزها قصيدة (فوق هام السحب) للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن.
واختتمت فعاليات اليوم الوطني بباقة فعاليات داخل متحف الطفل في إثراء الذي تغّنى بالوطن بطرق متعددة جذبت الأطفال من خلال التعبير عن مواهبهم وترك مساحة استكشافية واسعة للتعبير عن حبهم للوطن، عبر ورش عمل هادفة وأعمال يدوية وحكايات شاركوا بها، حيث يروي أحد الأطفال المشاركين تجربته قائلًا :”قادم مع عائلتي من القصيم وتفاجئت بما يحظى به أهل المنطقة الشرقية بمعلم بارز يقدم عروض أدائية بطريقة شيّقة وواعدة”، ويشاطره الرأي عبد الرحمن علي (زائر) الذي مكث نحو 30 دقيقة؛ ليستمع إلى تاريخ العرضة السعودية ومسمياتها حيث كانت تسمى المردون والصاية والدقلة، مستمعًا أيضا إلى مسميات الملابس المخصصة لها وسط شغف العديد من المهتمين في واحة المعرفة بإثراء.