27 يونيو 2023
لما قنطار – كاتبة سورية
أضحاك يا وطني ناقصٌ ولا يكمله إلا الضحية، وهو الإنسان الذي فقدك وفقد فرح العيد معك! لايكمله إلا أب يطرق باب منزل ينتظره أولاده بفارغ الصبر وهو يحمل الحلوى وتعم السعادة أرجاء المنزل، لايكمله إلا النخوة والغيرة على الجار، لايكمله إلا ذاكرة انفعالية تأخذنا لأماكن أولادنا لم يتعرفوا عليها للأسف، أماكن المراجيح المنتظرة والعصير المعبأ في أكياس.
لم يكن عيدا فحسب بل كان عرساً كافة أنحاء معمورة الشام بأبوابها السبع تنتظره تزور موتاها وتعطرهم بالآس ومن ثم تبدأ نكهات الفرح تتخلل للأرواح. فجأةً؛ بت أيها العيد عبئاً وأصبحنا نردد:
عيد يأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيدا دونها بيد
يا ترى أين هم الأحبة؟ يا ترى أمشتاقون أم ملتاعون مثلنا؟ ياترى حقا في السماء يلوحون لأطفالهم؟
وليجيبني أحدُ: هل يكتفي طفل العيد بتلويحة من سماء الأحبة الممزوجة بظل الأب أو الام بأية حال تعود؟ يا من تسمى عيدا شعبي مكسور ووطني عكازه مكسور.
بأية حال تعود وأرواحنا مهزومة لانملك منك سوى وعدٍ وان كان بعيد المدى كرمى أطفالنا أن تعود كما عهدناك عيدا حقيقيا محملا بفرح محمله بانتظار صباح كل جمهورك ينتظره وينثر لك ياسمين دمشقي مع رائحة القهوة التي باتت بلا نكهة في غيابك..
كل عام وأنت عيدٌ. كل عام وأنت فرحٌ لليتامى والمساكين.