فيلسوف الأخلاق بلا أخلاق! – بقلم: سامي الذيبي

23 ديسمبر 2023

د. سامي الذيبي – شاعر وأكاديمي تونسي

لطالما كنتُ مفتونا بالفيلسوف هابرماس ممثل الجيل الثاني لمدرسة فرانكفورت وخاصة فيما يتعلّق بالدراسات الثقافية، ولطالما كان مفكرا عميقًا في طروحاته، لكنه اليوم يسقط سقوطا مدوّيًا وهو يساند الكيان الصهيوني في إبادة الفلسطينيين.

في المقلب الآخر، استقالت الشاعرة الأمريكية والصحفية المتميزة “آن بويير” الحاصلة على جائرة بوليتزر Pulitzer Prize تستقيل من نيويورك تايمز بسبب التغطية المنحازة لعدوان إسرائيل على غزة.

وهذا ما جاء في نص الاستقالة:
“إن الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة ضد شعب غزة ليست حرباً مِن أجلِ أحد. ما مِن أمان في هذه الحرب أو بنتيجتها، سواء لإسرائيل، أو للولايات المتحدة أو لأوروبا، وخصوصاً للكثير من اليهود الذين يفتري عليهم من يزعمون زوراً أنهم يقاتلون باسمهم. المكسب الوحيد من هذه الحرب موجه للمصالح النفطية ومصنِّعي الأسلحة.
العالم والمستقبل وقلوبنا.. كل شيء يضيق ويقسو بسببها. ليست هذه مجرد حرب صواريخ وغزوات برية. إنها حربٌ مستمرّة على شعب فلسطين، الشعب الذي قاوم طيلة عقود من الاحتلال والتهجير القسري والحرمان والمراقبة والحصار والسجن والتعذيب.
وبما أنّ حالتنا الطبيعيّة هي التعبير عن الذات، لا يتبقّى للفنانين في بعض الأحيان سوى رفض ذلك. لذلك أنا أرفض. لن أكتب عن الشعر وسط النبرات “المتعقِّلة” لأولئك الذين يهدفون إلى أقلمتنا مع هذه المعاناة غير المعقولة. لا مزيد من العبارات الملطَّفة/المتغوِّلة.
لا مزيد من الجحيم المطهّر لفظياً. لا مزيد من الأكاذيب المروِّجة للحرب. وإنْ تركت هذه الاستقالة فجوة في الخبر بحجم الشعر، فهذا هو الشكل الحقيقي للحاضر”.
الأُبُوّة مثلاً أن يخبرك الطبيب أن أحد أطفالك يحتاج لتغيير قلب، ودون تفكير ستطلب منه أخذ قلبك وتتنازل عن حياتك فداء لأن يعيش طفلك.
رُؤية الموت المحيط بأطفال غزّة يجعلنا نتمنى أننا لم نُخلق..
اللهم رفقا بأياديهم الصغيرة وعيونهم الخائفة وأجسادهم المرتعشة…ورفقا يا الله بآبائهم وأمهاتهم يحملونهم ملفوفين بالبياض وقلوبهم حمراء تأكلها نار الفجيعة.
قد يعجبك ايضا