12 ديسمبر 2023
جود سعيد – مخرج سوري
السينما السورية إلى زوال. هل من مجيب؟؟؟ لا يجيبني أحد بأزمة اقتصادية أو غيرها! كلنا يعرف أن قروشاً بسيطة لطالما صنعت هذه السينما، وأن صناعها ما التفتوا يوماً لصنع ثروات منها ولكن كانوا أصحاب مشروع ثقافي معرفي.
القطاع العام (مؤسسة السينما) مكبّل بقوانين وغرابات لم يخطر ببال مسؤولي الثقافة تعديلها منذ عقود! لا بل أحسّ أن هناك رغبة للتخلص من هذا المكان عوضاً عن تجديده وإعادة هيكلته ليبقى مساحة لنكتب هويتنا بأيدينا.
عني شخصياً، فأنا مبتعد عنه منذ أربع سنوات لأسباب عدة. القطاع الإنتاجي الخاص هو أساساً بلا معرفة ويهمه الربح السريع من دراما يفصلها على قياس القنوات العارضة، وعلى مزاج المُشتري، وكما العادة لا مشروع وطني ولا من هم يحزنون.. بالتالي هل سيهتم بالسينما؟
السينما السورية تحتضر، والقائمون عليها أقلّه لا حول لهم ولا قوة. هل يعرف القائمون على الثقافة أن السينما هي داكرة البشرية الحية منذ أكثر من قرن؟ وأنها الفن الأقدر على الوصول للآخر؟
هل تساءلوا لماذا تنهض المملكة العربية السعودية بالسينما (تسعة افلام روائية طويلة هذا العام، تستحق ويستحقون التهنئة)؟ ولماذا لم تكتف بنشاطها القديم في الدراما؟ دون إغفالهم دور الدراما التي يعون أنها ترفيه موجّه وتأثيره الآني مهم، إلا أن السينما هي ما سيورثونه للغد والخلود. وهي أداتهم لمخاطبة الغرب والشرق عن من هم اليوم!
من نحن اليوم؟ لا جواب، وبكل أسف لا محاولة للجواب.. إن كان هناك من يسمع ، فهي صرخة وسأعيدها مراراً وتكراراً. ما هي الحلول؟ نحن موجودون والحلول موجودة، شرطها القناعة التامة أن الفنون حاجة وليست ترفاً وأن الفن شيء والترفيه بأدوات فنية شيء آخر تماماً.