27 نوفمبر 2023
“نص خبر”- متابعة
من ضيق وكدر الملاجئ إلى سعة وصفاء البحر، خرج أطفال فلسطينيون يمرحون على شاطئ غزة وينتزعون لحظات استراحة عزيزة في زمن الهدنة القصيرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن وسط المرح العابر انتحب الآباء في قهر من مصاعب الحرب والتشرد.
وفي المياه الضحلة، قفز الأطفال مع الأمواج المتكسرة على الشاطئ، وراقبهم الكبار حفاة الأقدام على رمل البر. وجلست أسماء السلطان، وهي امرأة نازحة من شمالي غزة، على الرمال تطوق بذارعيها والدتها التي انهمرت الدموع من عينيها في صمت.
ويلجأ أكثر من 30 فردًا من عائلة السلطان إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مدينة دير البلح مع مئات النازحين الآخرين.
وأعرب حازم السلطان زوج أسماء عن خوفه مما يخبئه المستقبل لهم بعد انتهاء هذه الأيام الأربعة. وقال إنه وذويه لم يتمكنوا من التوجه شمالا مخافة أن يطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم وعلى أطفالهم.
وعلى شاطئ دير البلح، ظهر صف من أكواخ الصيادين في الخلف، باتجاه أسفل منحدر تتناثر فيه القمامة. وأقام بعض النازحين في أكواخ متداعية، وكانت هناك ملابس معلقة على حبال لتجف في الخارج.
وكان وليد السلطان، أحد أقارب أسماء، يحاول إعداد شبكة للصيد بالقرب من الأكواخ قبل الخروج في قارب صغير للصيد، على أمل أن تسمح له الهدنة بالصيد في سلام.
وقال: “إنّه لم يحمل معه شيئًا حين أخرجه القصف الإسرائيلي من منزله وظن أن بوسعه العيش على صيد الأسماك، لكن الحراس الإسرائيليين منعوه من ذلك وأطلقوا النار عليه”.