عائشة عبدالله: أنتمي للأحرف المرسومة بالأصابع وسط الضباب

27 سبتمبر 2023

حاورها: هاني نديم

في شعر عائشة العبدالله مزيجٌ هائل بين البساطة والتعقيد، ربما بين بساطة معجمها وتعقيد المجاز والمخيال، بن التفكيك والتركيب، الأمر الذي كرّس اسمها في المشهد الشعري الكويتي والعربي، إلى جانب حضورها المشتبك مع ما يجري في الوسط الثقافي.

حاورتها في دردشة سريعة، سألتها:

 

  •  أنا والكثير ربما، أحب أن أعرف عن فكرة قصيدة النثر في المشهد الكويتي كيف بدأت وتطورت ولماذا عائشة تكتبها اليوم كخيار شعري؟

– أظنها بدأت في الكويت مع جيل التسعينات الذي قفز بقصائده من التفعيلة إلى قصيدة النثر عبر الصحافة ونشر الدواوين مثل: (دخيل الخليفة، علي حسين الفيلكاوي، سعدية مفرح، صلاح دبشة، نشمي مهنا وغيرهم). في الحقيقة بدأت بكتابتها حباً في التجربة ولا زلت أكتب التفعيلة وأحبها أيضاً لكني أشعر دائما أن قصيدة النثر تشبهني أكثر، ربما لأنّ فضاءها أوسع، ولأنّ الأجنحة فيها لا تحدّ.

 

  • الكويت منارة ثقافية قديمة، هل ظلمتها الأيدلوجيات العربية والأفكار الحزبية وما إلى هنالك أم ترين أنها نالت حقها أخيرا؟

– بعد تحرر الكويت من الحماية البريطانية وإقرار الدستور وهجرة كثير من المثقفين من الدول العربية إلى الكويت وسيادة الفكر القومي في ذلك الوقت؛ شهدت الكويت نهضة في الصحافة وفي المستوى الثقافي تشكلت على يد تلك النخبة، وكان من أهم إنجازاتها سلسلة عالم المعرفة ومجلة العربي.. وأظنّ أنّ انفتاح الكويت السياسي عوضاً عن موقعها الجغرافي وتأثره بالأحداث السياسية الحاصلة في الثمانينات كان له الأثر على الاحتقان الثقافي والتراجع الذي تبدّى بعد غزو الكويت والتحرير. لكن أظنها بدأت تستعيد عافيتها في الآونة الأخيرة بعد ظهور جيل شبابي راغب بشدة في العمل و إحياء المراكز الثقافية.

ربما لا زلنا نواجه الصراعات مع بعض الأحزاب من ممثلي مجلس الأمة لكن في الجهة المقابلة هناك فئة لا يستهان بها مستعدة دوما للدفاع عن الحريات وعن الثقافة.

أحبّ أن أعرف الجانب الإنساني لكتابي المفضلين

 

  • كيف تنظرين إلى المشهد الشعري العربي اليوم؟ هل هو بخير وعافية؟ ماذا ينقصنا؟

– ما أتابعه وأقرأه كل يوم يفصحُ أن المشهد العربي زاخر بالشعر من شاعرات وشعراء على امتداد الوطن العربي، ولكن في الحقيقة ما ينقصنا وينقص كل المبدعين في مجالات الثقافة هو الدعم، الدعم الحقيقي من المؤسسات الدولية والمحافل الرسمية الثقافية.

 

  • حدثيني عنك خارج فكرة الكتابة. عن الحياة والأصدقاء والمسرات والأحزان..

– أحب أن أعرّف الناس بالجانب الإنساني لكتابي المفضلين. أنتمي للبسطاء، للضحكات السوقية المبعثرة هنا وهناك، للرمل والنخل والقصب وبسط “السدو” المفروشة على الأرض. لرائحة الأيام الممطرة، للأحرف المرسومة بالأصابع وسط الضباب، للفساتين المحلّقة، وأحذية الرياضة البيضاء والأحاديث المنسكبة من كؤوس الشاي في المقاهي الشعبية. للمشموم الذي يشبه رائحة جدي للبلح الذي يذكرني بكفّيه، للخشب الذي كان يتدفأ بنجارته، للمجنونة التي تسلقت سطوة السور وللنوّير الذي يحنّنا إلى جذورنا. للصداقة الحميمية التي نستلقي حولها مثل شعلة نار، للغزل الذي يمرّ على هيئة عود “ايسكريم” وأغنية. للحب الذي يغرسنا سكرةَ ضوءٍ في السواد، ولكل التفاصيل الصغيرة التي تجعل هذا العالم ممكنا.

 

قد يعجبك ايضا