18 سبتمبر 2023
“نص خبر”- وكالات
تشكل القهوة والكاكاو والشاي جزءاً مهماً في الحياة اليومية لدى ملايين الأشخاص على مستوى العالم، لكن يهدد “مزاج” هؤلاء المخاوف من ارتفاع أسعار تلك المنبهات بل ونقصها مستقبلاً جراء عديد من العوامل، سواء المرتبطة بالأوضاع الاقتصادية التي يشهدها العالم في المرحلة الراهنة، وما ينتج عنها من ضغوط تضخمية، وكذلك أثر التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية.
تُزرع المحاصيل الثلاثة في المناطق الاستوائية، وتعد من المحاصيل الهامة المتداولة عالمياً، فيما تواجه أزمات متكررة، لا سيما بعد أن ضربها الجفاف والصقيع وعوامل تغير المناخ ذات الصلة، وتبعاً لذلك تزايدت التوقعات السلبية بشأن التهديدات بتراجع واسع في الإنتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
فيما يتعلق بالبن، فقد عرف خلال الأربعة أعوام الماضية ارتفاعاً جنونياً بنسبة 200 بالمئة، ويُرجح أن تواصل أسعار مساراً تصاعدياً في ضوء التحديات المذكورة.
وتشير بيانات موقع بارتشارت الأميركي، إلى ارتفاع سعر البن ( من نوع روبوستا، وهو قهوة تُصنع من نبات البن القصبي، وهو نوعٌ قوي من بذور البن مُنخفضة الحموضة وذات المرارة العالية) بلغ 2688 دولار للطن في سبتمبر الجاري، وذلك بسبب عدد من العوامل، من بينها ارتفاع تكاليف الإنتاج وأزمة سلاسل التوريد، فضلاً عن حالة عدم اليقين بشأن الظروف المناخية في البلدان النامية المنتجة للبن.
ومالت أسعار القهوة إلى الارتفاع بشكل أسرع من معدل التضخم الإجمالي في أسعار البقالة خلال العام الماضي 2022، لا سيما بسبب ضعف الحصاد في البرازيل.
وبالنسبة لأسعار الكاكاو، فقد شهدت بحلول نهاية النصف الأول من العام الجاري أعلى مستوى لها منذ نحو خمسة عقود ببورصة إنتركونتيننتال في لندن، وذلك في ظل صعوبات الإنتاج المرتبطة بسوء الأحوال الجوية في مناطق غرب أفريقيا.
وتبعاً لذلك، فإن “منظمة الكاكاو” الدولية، قالت في حزيران/يونيو الماضي، إن نسبة النقص في الإمدادات قد تصل إلى 142 ألف طن، بدلاً من 60 ألف طن في تقديرات سابقة.
يعود ذلك إلى عدد من الأسباب أيضاً بخلاف التغيرات المناخية، من بينها فقدان التعافي بعد كوورنا زخمه في مناطق الاستهلاك التقليدية.
أما الشاي الذي يعد المشروب الأكثر استهلاكاً في العالم بعد المياه، ويملك سوقاً عالمية تتجاوز إيراداته السنوية حاجز 240 مليار دولار، بحسب بيانات منصة ستاتيستا، وبحسب تقرير، نشرته منصة euromonitor، فينيسان/ أبريل الماضي، فلقد ارتفعت أسعار الشاي بشكل عام ولكن بمعدل أقل من منتجات البقالة الأخرى.
وتأثرت المشروبات الساخنة، مثل جميع صناعات السلع الاستهلاكية المعبأة، بمجموعة واسعة من العوامل التضخمية، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الطاقة والتعبئة والنقل والعمالة. ولا يزال الكثير منها مرتفعاً.