استعادة “الريل وحمد” في المشهد الراهن – د. لؤي حمزة عباس

9 سبتمبر 2023

د. لؤي حمزة عباس – كاتب وباحث من العراق

كيف نقرأ وثائقية (للريل وحمد)، بعد ما يقارب العقدين على إنتاجه؟ بلا شك، هذا عمل أُريد له أن يكون قنطرةً بين زمنين: ماضٍ مثقلٍ باعباء جمّة، ومستقبلٍ مرتجى لم يكن قد تشكّل بعد، من أجل الوصول الآمن الى ضفة الحياة.

لكننا، مع حركة الشعاعين الزمنيين المتضادين، وجدنا حاضراً ملوثاً بأعباء الماضي، مثلما سيكون مستقبلنا مثقلاً باعباء الحاضر، ونحن في ذلك أقرب إلى أن نكون مصداقاً لجملة فتحي المسكيني “نحن ناس وقع عليهم تاريخهم”، حتى لم يعد ثمة فاصل، في اللحظة العراقية الراهنة، بين ماض وحاضر ومستقبل، لأننا وقعنا، فور الخلاص من الدكتاتورية، بدكتاتوريات من وهم سافر، نجم العماري، في لمسة أكثر من رائعة، ينوّع على كاسورته مصوّراً البعد التراجيدي لتبختر صدام في زمن القيامة العراقية، قبل تصفية الرفاق في قاعة الخلد، اللحظة التي لا أظنها انتهت أو يمكن لها أن تنتهي، لأنها لحظة خارج الزمان، لا يحكمها غير تاريخها الذي حوّلنا جميعا إلى كائنات هائمة خارج التاريخ.

اليوم، ونحن نسير نحو ماضينا المطبق، وقد عُطّلت البوصلة وتبدّدت الجهات، بلا نفحة أمل، فالأمل ينمو نمواً عضوياً ولا يكون وليد الرجاء فينبثق على حين فجأة، وهو على الدوام ثمرة لشجرة الحياة، ولا حياة. نستعيد (الريل وحمد)، كما كتبه النوّاب، وكما استعاده رهط من الحالمين المخلصين، منهم كامل شياع وأحمد المهنا، اللذين لم يعودا سوى ذكرى متباعدة في مشهد تتلاعب به الأهواء، وثائقية الريل مفارقة زمنية يمكن لها أن تكون شاهداً على بلد يصرُّ أبناؤه على أن يواصل السير بلا بوصلة ولا أمل.

قد يعجبك ايضا