العالم يرقص على إيقاع المقاومة؟!

نص خبر- رصد

9 أغسطس 2023

هل خُيّل  لكم أن العالم يمكن أن يرقص يوماً على أنغام المقاومة؟ بالطبع لا , لكن لو سألت أحد نفسه عن كلمات “مايكبا” ربما سيصبح له رأي آخر…

كثيرون منا تركوا الموسيقى تتلاعب بأجسادهم برقصةٍ على أنغام أغنية “مايكبا” التي تحوّلت إلى ترند تصدّر كل مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، فبمجرّد سماعك لها لا شعورياً ستتمايل مع أنغامها غير آبهٍ للمكان الذي تتواجد فيه!

لكن هل جرّب أحد معرفة ما وراء هذه الأغنية؟!

الأغنية لها قصّة مثيرة لا يمكن تصديقها، فهي تعود لعام 2015 عندما قرّرت المطربة الفرنسية “جاين” إصدارها تكريماً لـ مريم مايكبا المغنية الأصلية للأغنية ، شارحةً فيها قصة كفاحها .

لكن العالم الذي تراقص على أنغام “مايكبا” ، لا يعلم أن وراء الكلمات قصّة مأساوية تحكي عن “اضطهاد السود” ، فصاحبة الأغنية الناشطة من جنوب أفريقيا “مريم”  أو الملقبة بـ “ماما إفريقيا”  عاشت حياتها مناهضةً ضدّ الأبارتيد” أو “نظام الفصل العنصري” الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء جنوب إفريقيا.

طفولة مريم لم تكن بريئة كما يجدر بها أن تكون/ فقد كانت قاسية ومؤلمة، أُجبرت خلالها على الزواج في سنّ 17 ، ثمّ اقتحمت عالم التمثيل والغناء مستغلةً موهبتها في الدفاع عن حقوق “السود” ، الأمر الذي تسبّب في نفيها خارج البلاد، لتسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحترف الغناء هناك وتصدر عدّة ألبومات ، إلى أن أصبحت أول مغنية إفريقية تفوز بجائزة “جرامي” المشهورة. عام 1968, تزوجت مايكبا من ستوكلي كارمايل زعيم حزب الفهود السود في الولايات المتحدة.

وبسبب مسيرتها النضالية فقدت دعم الأمريكيين البيض ولغتِ الحكومة تأشيرتها، ما دفعها للانتقال إلى غينيا لتكمل فيها كفاحها ضد التمييز العنصري . لكن في المقابل هناك الكثير من الدول التي رأت في “مايكبا” اللسان الناطق بحالهم، فاحتضنتها وأطلقت جائزة باسمها ومنها الجزائر التي عاشت فيها فترة كبيرة إلى أن تم منحها الجنسية الجزائرية، فتقديراً لها تم إطلاق اسمها على جائزة الغناء حيث تركت بصمةً لها في العالم حين غنت أول أغنية باللغة العربية لها ، واستمرّت في الغناء في البلدان الإفريقية لتحظى بلقبِ سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة عام 1999.

كان لها نصيبٌ في الذاكرة إذ قال عنها نيلسون مانديلا ” بأن “موسيقاها أعادت الأمل داخلنا” وساعدته كثيراً لتجاوز محنته داخل السجن، إذ يعود لها الفضل في نقل الموسيقى الإفريقية إلى العالم.

توفيت عام 2008 بعد إقامتها لحفلٍ خيريٍّ أثار ضجةً كبيرة في إيطاليا لترقص العالم على إيقاع واحدة من رموز النضال والمقاومة بعد كل هذه السنين!

قد يعجبك ايضا