بيوت الضيّافة بديلة للفنادق في لبنان.. كيف تختار الأنسب لرحلة سياحية؟

8 يوليو 2023
“نص خبر”- بيروت
بعد انتهاء جائحة كورونا، ومع الأزمة الاقتصادية العالمية التي انعكست ارتفاعاً في الأسعار طال المرافق السياحية، تغيّرت اتجاهات السّياحة عالمياً وباتت المناطق الريفية ملاذاً للسيّاح، وهو ما ظهر جلياً خلال الموسم الماضي في لبنان، ما دفع بأهالي هذه المناطق إلى ابتداع أساليب لجذب السيّاح إلى مناطقهم رغم ندرة الفنادق، فكان البديل بيوت الضّيافة.
وتتنوّع بيوت الضّيافة بين البيت الذي يتركه أصحابه في فصل الصّيف ليتمّ تأجيره إلى السياح، وبين بيوت لمغتربين اشتروها منذ زمن ولم يستعملوها، وبين بيوت مستحدثة تمّ شراؤها من قبل مستثمرين، استفادوا من انهيار أسعار العقارات في لبنان، ليحوّلوها إلى بيوت ضيافة.

هل أثرت بيوت الضيافة على الفنادق
في اتصال معه، يقول نقيب الفنادق في لبنان بيار الأشقر لـ”نص خبر” إنّ معظم بيوت الضيافة موجودة في مناطق جبلية نائية لا توجد فيها فنادق، وغالبية هذه المناطق أدرجت حديثاً على خارطة السياحة في لبنان.
ويقول الأشقر إنّ ما يؤثر على قطاع الفنادق هو تطبيقairbnb الذي لا يخضع للقانون وليس مراقباً، وبالتالي لا يمكن معرفة عدد الأشخاص الذين استأجروا بيوتاً من خلاله. ويؤكد الأشقر أنّ عدداً كبيراً من السياح خصوصاً العرب منهم، بات يفضّل الـ airbnb، خصوصاً عندما يكونون مجموعات صغيرة.

أسباب تغيّر وجهة السيّاحة
تغيّرت وجهة السياحة ولا سيما الداخلية منها في لبنان منذ جائحة كورونا وما تلاها من انهيار اقتصادي، وارتفاع جنوني للأسعار، إذ بات السائح يفضّل المناطق الجبلية، وباتت تنشط رحلات الهايكينغ، وتسلق الجبال، والرحلات النهرية، التي تعتبر أرخص بكثير من الرحلات البحرية.
واستفادت مناطق جبلية لم تدرك مدرجة على خارطة السياحة من هذه التغيرات فبدأت بالترويج لنفسها، عبر جذب السائح بمغامرات في الطبيعة، وكان اللافت بحسب مصادر وزارة السياحة، أنّ أكثر من يقصدون هذه المناطق هم اللبنانيون المغتربون، والسياح الأجانب، في حين يفضل السياح العرب الإقامة في فنادق بيروت.
وبحسب أرقام وزارة السياحة، يملك معظم المغتربين بيوتاً يقيمون فيها، أما من يقيم في بيوت الضيافة منهم، فهم المغتربون الذين هاجر أهاليهم قبل عقود طويلة إلى أميركا اللاتينية، ولم يشتروا بيوتاً قي لبنان.

كيف تختار بيت الضّيافة المناسب؟
تتنوّع الخدمات والأسعار وأماكن بيوت الضيافة، يمكن للبناني الذي يقوم بسياحة داخلية أن يميّز بسهولة ما يناسبه من البيوت، لكن ماذا عن السّائح العربي والأجنبي؟وكيف يختار البيت المناسب له؟
في اتصال معه، يقول مؤسِّس تطبيق “كزدرني” السياحي عبد بوشية إن هناك عدّة عوامل ينبغي مراعاتها قبل حجز بيت الضيافة، أوّلها قراءة التعليقات الموجودة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعكس تجارب أناس استأجروا هذه البيوت، وهو أمر يساهم إلى حد كبير في معرفة ما أنت مقبل عليه.
وعن أهم الأمور التي يجب معرفتها قبل استئجار بيت ضيافة، يقول بوشية إنّه يحب النّظر إلى نواحٍ عديدة، مثل توافر عناصر الأمان ومعاييرالسلامة الخاصة بموقع البيت، خصوصاً عندما يقع هذا البيت في منطقة جبلية نائية ويكون عرضة للحيوانات المفترسة.
ويحذّر من الاعتماد على الصورة المنشورة في الدعاية، لأن بعض أصحاب بيوت الضيافة يخدعون المستأجر بنشر صور براقة مخادعة، لا تعكس حقيقة الواقع.

أسعار بيوت الضيافة
وتتراوح أسعار بيوت الضيافة لتتخطّى أحياناً أسعار الفنادق، ما دفع بوزارة السياحة إلى التفكير بآليات لتنظيم قطاع بيوت الضيافة، وتشريعه ليصبح مؤسسات تتبع رسمياً الوزارة.
في هذا الإطار، يقول سمير معلوف صاحب بيوت ضيافة في مناطق شمالية، في زغرتا وإهدن، إنّ ثمّة تواصل مع وزارة السياحة لتأسيس نقابة خاصة بأصحاب بيوت الضيافة، لما تشكله من تنشيط للسياحة والاقتصاد عبر خلقها فرص عمل، ويقول إنّ البحث يدور حول خطط تضمن استمرار هذا القطاع.
ويقول معلوف إن الهيئة العامة لبيوت الضيافة حتى الآن، حوالي 200 عضو (مؤسسة) على كامل الأراضي اللبنانية، مرخَّصة من وزارة السياحة، بينما يتخطّى عدد بيوت الضيافة الموجودة في لبنان الألف.

تصنيف بيوت الضيافة
تختلف أسعار بيوت الضيافة بحسب مواصفاتها، فثمّة بيوت عبارة عن فلل، وثمّة شاليهات، وهناك بيوت فخمة وأخرى ريفية بسيطة.
كما أنّ أصحاب بيوت الضيافة قاموا بإجراءات لضمان استمرار تغذية البيوت بالكهرباء، في ظلّ الانقطاع الحاد في التيار الكهربائي، وباتت معظم البيوت تعمل على الطاقة الشمسية.
وفي هذا الإطار، يقول مصدر في وزارة السياحة لـ”نص خبر”، أنّ بيوت الضيافة ستُفرز وفق فئات A، B، C، كما هي الحال بالنسبة إلى الفنادق.
وستعتمد هذه التصنيفات على موقع البيت وماذا يقدم من خدمات، وأسعار هذه الخدمات.
كيف سيتمّ لجم الأسعار في اقتصاد حرّ يقوم على مبدأ العرض والطلب؟
ويقول المصدر إنّ الوزارة تتعاون مع شركة عالمية لتصنيف البيوت بعد تقييمها، وبعدها يصبح أسهل على السائح اختيار البيت الذي يناسبه.