“تحت الوصاية”.. النهاية التي أوجعت الجميع

السبت 22 أبريل 2022

“نص خبر”- بيروت

كان على مسلسل “تحت الوصاية” للنجمة منى زكي أن ينتهي نهاية مفجعة لتصل الرسالة. أن تسجن الأم، ويشرّد الأولاد، ويحترق المركب مصدر رزق العائلة الوحيد، ويضيع كل الجهد الذي بذلته الأم لتنقذ أولادها من مصير أسود رسمه لهما الجد والعم المستهتر.

أبكت منى زكي ملايين المشاهدين، ووصلت أصداء المسلسل إلى الصحافة العالمية، حيث أشادت صحيفة “غارديان” الأميركية بالعمل الذي أوصل أوجاع الأمهات الأرامل اللواتي تظلمهن القوانين وتتعامل معهن بصفتهن قاصرات غير مؤتمنات على رزق أطفالهن.

في المحكمة، توقعنا حين طلبت حنان (منى زكي) من القاضي حق الكلام، أن تصرخ في وجه مشرعي القوانين الذين يتعاملون مع الأمهات بنوايا خبيثة، أن تسرد رحلة كفاحها والدوافع التي جعلتها تسرق مركباً هو حق لها ولولديها لتعيلهما بعد أن حرمهما عمهما وجدهما من أبسط مقومات الحياة، كاد الطفل ياسين أن يخسر عينه في ورشة الحدادة التي أرادها جده له بديلاً عن المدرسة، حملته وشقيقته فرح في جنح الليل، سافرت إلى دمياط، خاضت رحلة نجاح، باتت ريسة المركب تقود رجالاً، افتتحت مطعماً، نجحت ولم تتمكن حتى من الاحتفال بنجاحها، جاءت القوانين لتقول لها إنّ مكانك السجن لأنّك خالفت قانوناً كتبه يوماً ما مشرّع كان يرى في الأم مجرد آلة إنجاب، لكنّ حنان لم تفعل، وقفت في المحكمة، أخبرت القاضي أموراً لا تعرفها سوى الأمهات، عن روتين طفل إن أكل ملوخية أصيب بمغص، يحب الكرة ويعتبرها من الأولويات، والطفلة التي لا تهدأ معدتها بعد نزلة برد إلا بالكراوية التي تعدّها أمها، أرادت الأم أن تقول “استسلمت لقوانينكم لكن هذه تفاصيل لا يعرفها أحد سوى الأم، ابلغوها لمن ستعطونه الوصاية كي يهتم بأطفالي خلال فترة وجودي في السجن مع القتلة والسارقين والفاسدين”.

كانت الصفعة شديدة، أشد من صرخة توقعناها كانت لتريح قلوب كثيرة أرادت لحنان أن تتكلم عنها، لكن المسلسل لم يعدّ ليريح أحداً، أراد أن يوجع الجميع ليشعروا بوجع الأمهات، عسى أن يكون بادرة خير لينظر المشرعون إلى أحوال الأمهات والأطفال الأيتام.

أبدعت منى زكي ومعها كل فريق العمل في إيصال رسالة إنسانية، في مسلسل لم يغفل أدق التفاصيل، من القصة المكتوبة من المشهد الأول حتى الأخير، كل مشهد موظّف في سياقه الصحيح، إلى ممثلين كلّهم أبطال، إلى الإخراج، ليقدّم واحداً من أبدع الأعمال التي قدمتها الدراما المصرية في تاريخها.

قد يعجبك ايضا