السبت 22 أبريل 2022
“نص خبر”- بيروت
لم ينج مسلسل “تلت التلاتة” لبطلته غادة عبد الرازق من الركاكة والتطويل رغم أنّه ينتمي إلى فئة مسلسلات الـ 15 حلقة. ظنناه مختلفاً إلى أن اكتشفنا أنّه استنسخ حرفياً فيلم Loving Adults الدنماركي بأدق تفاصيله، وكانت أحداث الفيلم العقدة التي انطلق منها المسلسل، ليتفرّع إلى عقدة جديدة، وعندما حاول الاجتهاد ضاع في التفاصيل.
بدأ المسلسل بجريمة قتل أمجد (محمد القس) زوجته فريدة (غادة عبد الرازق)، بعد اكتشافها خيانته لها وتهديدها إياه بحرمانه من القرض الذي يحول دون دخوله السجن بسبب تراكم الديون عليه، ليكتشف أنه قتل توأمتها فريال.
ثم تدخل التوأم الثالثة فرح على الخط، تختلط الأدوار، يتبين مع تصاعد الأحداث أنّ من قتلت هي بالفعل فريدة، وأنّ أختها فريال تقمّصت شخصيتها لتنتقم من قاتلها. لتكتشف فيما بعد أن تقمّص الشخصيات بين الشقيقات الثلاثة أسلوب حياة، وأنّ أسلوب الحياة هذا نجم عنه الكثير من المشاكل التي لم تكتشف إلا بمقتل إحداهن. مشكلة سبق أن عولجت في فيلم what’s happening to Monday، حين تنجب امرأة سبعة توائم في بلد تفرض قوانينه إنجاب ولد واحد، فتخفيهن لتخرج واحدة منهن في يوم محدد من الأسبوع، وتنتحل السبعة شخصية واحدة، يخدعن العالم الخارجي، بينما تخدع غادة عبد الرازق في “تلت التلاتة” زوجها ووالدها وابنها، في مقاربة غير منطقية.
المسلسل أيضاً استنسخ بعضاً من المسلسل المكسيكي Triptych عن ثلاثة توائم، تقتل إحداهن فتتقمّص شقيقتها شخصيتها.
حاول “تلت التلاتة” التمايز، فدخل في دهاليز قصص جانبية، وقصص من الماضي بدت دخيلة على السياق العام للقصّة وإن حاول صناعها ربطها، وبدل أن يكون العمل القائم على الجريمة والتشويق مشوقاً، دخل في الرتابة والحوارات المطولة، ومتاهة التوائم وتقمّص الشخصيات غير المنطقي، لينتهي بطريقة تخلو من أي لمعة، تجعل كل أبطالها جلادين بمن فيهم الضحايا، بانتظار جزء ثانٍ أعلنت عنه عبد الرازق، على أمل أن يعوّض زلات الموسم الأول.
“تلت التلاتة” اعتمد على نجومية غادة عبد الرازق فحسب، حملت وحدها مع فريق عمل ضعيف مهمة النهوض بمسلسل، فكانت النتيجة عملاً مفككاً، بطيئاً، غارق في السواد مع كادرات مظلمة. لم توفق النجمة هذا الموسم عسى أن يكون الإخفاق درساً لكل الممثلين، أن الدراما جهد جماعي، يتضافر فيه النص مع الإخراج والممثلين لتقديم عمل جيد، وأي عنصر مفقود يضيّع جهود الجميع، بمن فيهم النجم الذي حمل على عاتقه النهوض بعمل يفتقر إلى كل عوامل النجاح.