الأحد 9 أبريل 2023
لم يعد خافياً على المشاهدين أنّ بعض المسلسلات تعثّرت بسبب تدخّل أبطالها في مجريات القصّة، فعدّلوا عليها وأضافوا مشاهد خاصّة بهم، وحذفوا أخرى لزملائهم، فتضعضع السّياق الدرامي، وبرز الخلل بشكلٍ واضحٍ على الشاشة.
نجح بعض المخرجين في سدّ بعض هذه الفجوات، إلا أنّ الأمر يحتاج إلى عصا سحرية لا إلى رؤية مخرج فحسب، لجمع مشاهد كتبت كلٌ حدا، واختار كل نجم من نجوم العمل السير بخط درامي دون العودة إلى القصّة الأصلية، فبدت الخطوط متشابكة، لا يربط بينها أي سياق.
لاحظ مشاهدو مسلسل “وأخيراً” على سبيل المثال، أنّ المسلسل انعطف عن قصّته الأساسية، وأنّ ثمّة مشاهد أضيفت وبدت خارج السياق الدرامي، وأنّ بعضها بدا دخيلا على القصّة.
فقد ارتأى نجم العمل قصي خولي أن يضيف مشهد اقتحام المصرف للمطالبة بوديعة والده، في محاكاة لمعاناة اللبنانيين مع المصارف، ظنّ المشاهدون أنّ المشهد سيكون مقدّمة لانعطافة درامية إلا أنّ المشهد انتهى من حيث بدأ، حتى أنّ اقتطاعه لم يكن ليؤثر في مجريات الأحداث، خصوصاً أنّ المخرج أسامة ناصر العبيد الذي تولّى بدوره كتابة السيناريو والحوار بعد أن قدّم الكاتب بلال شحادات القصّة، لم يحسن توظيف المشهد لخدمة الأحداث.
بدورها تدخّلت نجمة العمل نادين نجيم في تفاصيل القصّة، فبدت الحلقات الخمسة الأخيرة منفصلة تماماً عن الحلقات الأولى، وبدت مشاهدها مفكّكة، بعضها دخيل على القصة، وبعضها غير منطقي، تدخّل المخرج فقط لتقصير بعض المشاهد، الأمر الذي لم يرق للفنانة، فقرّرت أن ترفع الصّوت عالياً عبر “تويتر”، لتشكو من أنّ ثمّة اقتطاعاً لمشاهدها، وبأنّ هذا الأمر أضرّ دورها بصورة كبيرة، وهي المرّة الأولى التي تشكو فيها نجيم علناً من شركة “الصباح” التي تعتبر نجمتها المدلّلة.
لم تكن المرّة الأولى التي تشارك فيها نادين في كتابة السيناريو، فقد وضعت فكرة قصّة “صالون زهرة” الذي خرج موسمه الثاني ضعيفاً، ولاقى انتقادات واسعة، بعد أن تحوّلت الكوميديا فيه إلى تهريج.
يعترف الكتّاب والمخرجون أنّ معظم نجوم الصفّ الأوّل يتدخّلون في تفاصيل الشخصية التي يؤدّونها، يقترحون مشاهد، ويعدّلون في مشاهد أخرى، إلا أنّ بعض النجوم خصوصاً المدلّلين في شركاتهم، يصل بهم الأمر إلى حدّ تغيير القصة، وخلق خطوط دراميّة جديدة ترضي نجوميّتهم على حساب السّياق الدرامي، كما يقومون بإطالة مشاهدهم على حساب مشاهد زملائهم خصوصاً نجوم الصّف الثاني الذين يكونون غالباً رافعة العمل وأحد أبرز عماده.
التجارب على الشاشة أثبتت فشل الأعمال التي ينتحل فيها الممثّل صفة الكاتب والمخرج، إلا أنّ شركات الإنتاج تدرك أنّها تبيع إنتاجاتها على اسم الممثل، ما يجعله الحلقة الأقوى التي تدير الدفّة ولو على حساب العمل، مستفيداً من جماهيريّته في ترويج أعماله.
ويبقى السؤال، هل يقرأ النجوم ما يكتب عن أعمالهم؟ وهل ترضى شركات الإنتاج بأعمالٍ هزيلة إرضاءً للنجم؟ وهل يبقى للممثل النجومية نفسها إذا انغمس في أعمالٍ دون المستوى؟