تيمورلنك.. المرعب!

تيمور تعني “الحديد” باللغة “الجغتائية” وسمي كذلك لأنه لم يهزم أبداً. أنه الفاتح المغولي الذي أرعب الدنيا. وأقر له التاريخ بأنه أحد أعظم القادة العسكريين والتكتيكيين في التاريخ. إلى جانب أنه كان راعيًا عظيمًا للفن والعمارة، إذ كان على صلة مع مثقفين مثل ابن خلدون وحافظ آبرو وبدأ في عهده عصر النهضة التيموري.

ولد تيمورلنك في بارلاس بأوزبكستان حالياً، في 9 أبريل 1336م، أظهر نبوغاً وحكمة عسكرية وهو طفل، وعشق الأسلحة والقتال، وبعد العشرين من عمره وهب نفسه للحرب. كان يصف نفسه بأنه “سيف الإسلام”. وأطلق على نفسه لقب الغازي. بحلول نهاية فترة حكمه، كان تيمور قد بسط سيطرته الكاملة على وسط وغرب آسيا تماماً إلى روسيا.

ذاع صيت جيوش تيمور متعددة الأعراق وذات الرهبة في جميع أنحاء آسيا وإفريقيا وأوروبا لدمويتها الشديدة وسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها. ويقدر العلماء أن حملاته العسكرية تسببت في مقتل 17 مليون شخص، أي ما يقارب نحو 5% من سكان العالم آنذاك.

لم ينزل عن صهوة حصانه حتى مات، غزا الهند وهو في الستين، احتل “دلهي” وسحقها تماماً، وبلغ من بشاعة التدمير أنها لم تنهض مما حلَّ بها إلا بعد قرن ونصف القرن من الزمان. وعاد تيمورلنك إلى سمرقند محمَّلاً بغنائم وفيرة، ومعه سبعون فيلاً تحمل الأحجار والرخام التي أحضرها من دلهي، ليبني بها مسجدًا في سمرقند. وأكمل بعد الهند نحو أرمينيا وأذربيجان فقتل وسبى. ثم تفليس عاصمة ثم سيواس في تركيا وقبض على مقاتليها وهم ثلاثة آلاف نفر، فحفر لهم سرداباً وألقاهم فيه وطمهم بالتراب، ثم وضع السيف في أهل البلد وأخربها حتى محا رسومها. ثم سار إلى “عنتاب” فحلب، التي سقطت بسبب رفض مماليك مصر مساعدة أهل الشام نتيجة صراعهم على الحكم. وبلغ عدد القتلى فيها عشرين ألفاً والأسرى أكثر من ثلاثمئة ألف. ثم أحرق حماة والسلمية، وواصل زحفه إلى دمشق فسحق جيشها بعد معركة دامية واضطر قائده إلى تسليم دمشق على أن يعطيهم الأمان. ولمَّا دخل تيمورلنك المدينة أشعل فيها النار ثلاثة أيام حتى أتت على ما فيها، وأصبحت أطلالاً. وبعد أن أقام بها ثمانين يوماً، رحل عنها مصطحبًا أفضل علمائها وأمهر صُناعها، واتجه إلى طرابلس وبعلبك فدمرهما. وعند مروره على حلب أحرقها مرة ثانية وهدم أبراجها وقلعتها. ثم دمر ماردين، ولم تسلم منه إلا مدينة حمص.

ألزم جنوده في بغداد بأن يأتيه كل واحد منهم برأسين من رؤوس أهل بغداد، فقتل حوالي مئة ألف إنسان. غير من قتله الحصار ومن ألقى نفسه في الدجلة فغرق.

سحق بلاد الأناضول كذلك، ولم يكد يستقر في سمرقند حتى أعد العدة لغزو الصين رغم نصائح الأطباء له، أصابته حمى شديدة ومات بسبب وصفة خاطئة أعدها لنفسه، وبعد وفاته نقل جثمانه إلى سمرقند حيث دفن هناك في ضريحه المعروف بكور أمير، أي مقبرة الأمير.

قد يعجبك ايضا