يقدم المخرج المصري خيري بشارة روايةً مدهشةً مبنية على المفارقات تشبه كثيراً ما يقدمه في السينما، رواية خيالية تختلط بالواقع، فتقدمه ويقدمها، مع لغة متهكمة وجادة، واقعية ومجازية في آن.
تدور أحداث رواية “الكبرياء الصينى” عندما ينتقل “كونج يونج” فى ثلاثينيات القرن الماضى من قرية صغيرة فى الصين إلى أن يصل مصر هارباً من الجوع والفقر والظلم، وذلك بعد أن فقد حبيبته مقتولةً على يد عصابة خطيرة، ليبدأ في مصر رحلة مثيرة فيها من تحقيق الذات والصعود الاجتماعي الكثير، كل ذلك في سبيل العودة إلى الصين والانتقام لحبيبته.
هذا الصيني في المجتمع الجديد، يصبح أحد أهم الوجوه الاجتماعية ويتحول إلى “دون جوان” في حقبة تاريخية مهمة، ومجتمع يعيش تحولات الانتقال من الملَكية إلى الجمهورية مع عوالق الملكية القديمة والبرجوازية التي تنازع البقاء. وقد تمكن من خلال غموضه وامتلاكه لكبرياء نادر أن يحظى بالكثير من فرص النجاح وحالات الحب حيث تلعب المرأة الدور الأكبر فى رسم مساراته، كل هذا وهو أميّ لا يقرأ ولا يكتب.
تحاول الرواية شرح الاغتراب وقيمة الغريب وحساسيته في المجتمعات الجديدة وآلية الانتقال بالخبرات الفريدة، إلى جانب الطموح، والسعى لبناء الذات، وتحمل هواجسها المثقلة بتساؤلات كثيرة عن الإيمان والعدل والحرية، وحق الناس فى أن يعيشوا سُعداء.
يذكر أن خيري بشارة قدم للسينما العربية أفلاماً ناجحة عديدة، مثل يوم مر ويوم حلو، الطوق والأسوارة، آيس كريم في جليم، وأمريكا شيكا بيكا، إشارة مرور، وكابوريا.