الروسي الذي رسم الألوان بمفاتيح البيانو

في 1/4 من عام 1873، ولد أحد أعظم الموسيقيين وعازفي البيانو في التاريخ، الروسي سيرجي رحمانينوف الذي يعتبر آخر عظماء الرومانسية في الموسيقى الكلاسيكية الروسية.

كان رجلاً صارماً فيما يتعلق بالموسيقى ولديه تصوراته المخالفة لمجايليه من الموسيقيين، ولد لعائلة موسيقية من الطبقة الأرستقراطية في الإمبراطورية الروسية، إذ ينحدر من الرجل الأسطوري فاسيلي، الملقب بـ “راتشمان”، وهو حفيد مفترض لستيفن الثالث ملك مولدوفا.

برع في العزف على البيانو في سن الرابعة. درس أرينسكي وتانييف في معهد موسكو الموسيقي وتخرج عام 1892، كان عرضه الأول كارثياً وشهد نقداً كبيراً ما أدخله في اكتئاب دام أربع سنوات. وأصبح شديد النقد لذاته وتلقى علاجاً ناجحاً من طبيب العائلة والموسيقي نيكولاي داهل، خضع خلالها للعلاج بالتنويم المغناطيسي لتحسين أنماط نومه ومزاجه وشهيته وإعادة إشعال رغبته في العمل. ولم يتعاف إلا بعد عرضه الثاني الذي لقي استحساناً هائلاً وأذاع صيته في العالم.

بعد الثورة الروسية، غادر رحمانينوف وعائلته روسيا ، وفي عام 1918 استقروا في مدينة نيويورك.  كان رجلاً لا يأبه بالمال أبداً، كما كان شديد الولاء لروسيا رغم خروجه منها واختيار أمريكا كمكان لمنفاه الاختياري. إذ لم تكن أمريكا آنذاك هي القطب الأكبر الذي يواجه الامبراطورية الروسية، وعلى الرغم من انحيازه للبساطة والبسطاء، كان لا يتنازل عن مظهره الأرستقراطي الأنيق، بما في ذلك البدلات عالية الجودة وأحدث طراز من السيارات.

بعد حياة حافلة ومليئة بالمجد الموسيقي والمآسي أيضاً، توفي رحمانينوف في أمريكا، بعد صراع مع السرطان، وكان قد تمنّى أن يُدفن في مقبرة نوفوديفيتشي في موسكو، حيث دُفن سكريبين وتانييف وتشيخوف، لكن جنسيته الأمريكية جعلت ذلك مستحيلًا. تم دفنه في فالهالا، نيويورك.

في أغسطس 2015، أعلنت روسيا عزمها السعي لإعادة دفن رفات راتشمانينوف في روسيا، مدعية أن الأمريكيين أهملوا قبر الملحن أثناء محاولتهم “خصخصة” اسمه بلا خجل. رفض أحفاد الملحن هذه الفكرة، مشيرين إلى أنه توفي في الولايات المتحدة بعد أن أمضى سنوات طويلة خارج روسيا.

 

قد يعجبك ايضا