ليلى عبد اللطيف وميشال حايك تنبؤات أم مخابرات؟

#image_title

ميشال حايك و ليلى عبد اللطيف.. نجما المرحلة.

عندما يصبح الموت هو اليقين الأكثر انتشاراً وتموت الحياة في العروق والمفاصل يصبح التبصير ملاذاً والتنجيم مخرجاً لهذه المخاوف التي تحيط بشعب لا يعرف يومه من أمسه، ماضيه من مستقبله.

ليلى عبد اللطيف وميشال حايك يتبارزان في سن توقعاتهما التي باتت خبزاً متوفراً أكثر من الخبز نفسه. فمع الموت الجماعي والهدم المستشري وانقضاء كل أمل تعود الناس إلى حياة الغيب لعلهم يفرجون ولا يجدون أمامهم سوى العارفين علّهم يستدلون على الغد التائه.

ليلى عبد اللطيف التي فجأة انبرت من بين الصفوف من بائعة أثاث في غاليري باتت صوتاً يحكي الغيب. بدأت توقعاتها منذ زمن وكان من الصعب أن تصيب لكن  الأعلام  حباها وباتت صورة وصوت يستشهد بما تقول وتتبارى مع من هم في خانة الذين يدعون الإلهام.

أما العراف الأخر ميشال حايك الذي طالما يحكي الطلاسم بهيأة وقور لا ملامح له سوى انه يغور في نظرات تائه صوب اللاشيء يقدم نفسه على أنه يحاكي القادم ويصوره بكلامه كأنه منزل من الغد القادم. يخاطب الجلالة ويقول أشياء قد تصيب وقد تخطئ.

مؤخراً ومع حدوث ما لا يقلبه عقل ولا يتجرعه ضمير ومع ازدياد مأساة لبنان وقبلها غزة اشتهرت اقوال وتنبؤات عبد اللطيف وحايك وباتت الناس تتعلق بحبل التفوه حتى ولو كان كاذباً أو مخبراً أو لصاً أو مخابراتياً.

فمن هذا الذي يعرف أسماء قادة غير معروفة بين الناس وحايك يدل عليها بالقول والاسم مثل اسم إبراهيم عقيل القيادي في حزب الله غير المعروف بين العامة ولا عند الاعلام وحده حايك يفك شيفرا الاخبار كالمخابرات الداهية لأنه إن يكن كذلك لا بد أن يكون من طينة الآلهة يعرف ما لا يعرف ويقول ما لا يستوعبه عقل عملي.

 

ويذهب أكثر من ذلك فيتنبأ بموت السيد حسن نصرالله بطريقة معوجة كما هي عادته ويقول أشياء قد نقول عنها هرطقة لكن تزبط معه في حال تعمقنا بالمعنى ليضيف أنه ملهم أو أنه شغال عند يد الخفاء.

 

ويغوص في أعماق نظراته وورقته الثابتة التي يقرأ منها كأنها كتاب أو  دفتر كتب بحبر نقاش أو مطرز يتفوه عما حدث في البيجرز وقضاء الألوف بتلك الدقيقة السوداء. وكأنه يتقن فن السواد.

 

 

ويروح حايك أبعد من ذلك مسوقاً لنفسه بأنه السلطة الروحية التي تعرف لا يعرف وبأنه المنزل من ياقة الحجب وغمام المعرفة ويتنبأ بمقتل السيد نصرالله.

 

كما أطلق تنبأ باغتيال الشيخ نبيل قاووق الذي قضى بغارة اسرائيلية. وحده حايك يعرف واسرائيل تعرف ورحل الرجل مخيف فعلاً هذا الحايك.

 

ولانه يعرف ما لا يخطر في بال فقد جاء على لسانه ما هو بعيد وتحدث عن أذى يحصل في منطقة الكولا في بيروت، وقد ضربت إسرائيل المنطقة في أول استهداف للعاصمة بيروت بعد ضاحيتها الجنوبية. فهو لا يشي بأنه من انبياء الله ولا من القديسين ولا من أهل النور بل رجل ببذلة سوداء وملامح غير مريحة فمن أين لك هذا وهذا قالته سالي أيضاً.

 

أما ليلى عبد اللطيف التي تتبارز في توقعاته مع الحايك فهو يحكي طلاسم وهي تجيد المباشرة وباتت مؤخراً تتبع اسلوب المراوغة في الكلام على شاكلة حايك وتكمل المشهد اياه في توقعات لاسيما حول اغتيال نصرالله وكأن بها تريد أن تتدافع وتقول أكثر وتشرح كأنها عائمة فوق بئر من كلام ومعرفة وهي بأكثر الاحيان ليست سوى بوق مخابراتي كما وصفتهامرة ماغي فرح هي وميشال حايك .

فكانت ليلى عبد اللطيف قد أثارت الجدل بأكثر من توقع، وعززت نظرية أن نصر الله لم يمت.

 

وليلى لأنها تعرف بالسياسة وتعرف بمزاج الناس وتعرف كيف بعض الاخبار تتناقل وكيف يكون مزاج بعض النا حولها كانت  قدتحدثت عن مظاهر فرح لوفاة شخصية سياسية بارزة.

 

عبد اللطيف تعرف الموت قبل حدوثه وتعرف الحياة كيف تكون وتقول عن ورقتها لو سقطت من يدها تاهبت الكلام فهي قالت أشياء وجاء الناس كمعلقون يفرحون أو يثلج صدرهم بما يسمعون.

 

وأخيراً لا يمكن سوى القول كذب المنجمون ولو صدقوا.

 

قد يعجبك ايضا