كارول سماحة تدخل منعطفات جريئة في البوم مختلفة

“نص خبر”- كمال طنوس 

ألبوم “مختلفة” لكارول سماحة تدخل من خلاله مرحلة جديدة من حياتها الفنية. لم تعد كارول مجرد فنانة تغني وتمثل بل دقت أعلى الأبواب الفنية كملحنة وكاتبة.

هذا العمل الجديد الذي طرحته كارول مؤخراً هو عمل الجرأة بكل ما فيه. حلمت تخايلت وبعد أن قسا عودها راحت تنكش في دروب الفن أثلاماً جديدة. حرستها  بمحراث خبرتها وسقتها بماء روحها وعبرت عما يجول في خاطرها من كلام ولحنته وقدمته للمستمع زاداً ساخناً من رؤيتها.

المنعطفات الخطرة في حياتها الفنية

سماحة التي بنت مسيرتها بالكثير من التأني لكن عندما يطفو الحلم في راسها تغامر. كارول التي انطلقت من مسرح الرحابنة وقدمت العديد من الاعمال المسرحية مع منصور الرحباني : آخر أيام سقراط في 1998 وأبو الطيب المتنبي في 2001 وملوك الطوائف في 2003 وزنوبيا في 2007. متشحة بتلك الشهرة الخاصة والمتزنة لم يكن قرار كسر تلك الخصوصية والهالة سهلاً عليها عندما قررت الغناء في حفلات.

لكنها نفضت الخوف عنها وكسرت ذلك الجليد الذي يحيطها كنجمة اقترنت باسم الرحابنة وراحت صوب الغناء المنفرد في حفلات تخصها وحدها وهذا كان من القرارات التي تحتاج تدبيراً وعصباً قوياً وكارول انطلقت في رؤيتها حينها وشغلت نفسها كفنانة لها درب خاص تشقه وتعبده على طريقتها.

واليوم بعد ثماني سنوات من أخر البوم لها “ذكرياتي” الذي صدر عام 2016 ومن بعده قدمت عملاً نخبويا وليس شعبياً بتقديم قصائد للراحل محمود درويش في “الألبوم الذهبي” والبوم عن عيد الميلاد Christmas Carole عام 2020. تقدم ألبوم “مختلفة” والذي يحمل هذه الصفة بكل تجلياتها.

تضمن هذا العمل 14 أغنية، سبع أغاني من كلماتها وألحانها. دخلت في مجازفة وتحدي وارتضت بالمصير وردّة الفعل. لكن النتيجة جاءت كما يحلو لها نجاح وتصدر وقبول.

الجرأة صنعت منها فنانة مختلفة 

كارول التي بنت حصنها بعيداً عن أساليب أهل الفن فهي من طينة الاختلاف والتفرد ممثلة ومغنية وسيدة مسرح، تجرأت وباتت ملحنة وكاتبة. هذا الشغف في التعبير عن خواطرها والنوتات والكلمات التي تعصف بها لم تستطع أن تتغافل عنها فجمعتها جميعاً في عمل يحمل بصمة خاصة تتوجها بالمختلفة والجريئة. فهي التي لم تفتح مجالاً الا وكانت فيه سيدة تعبر عن مكانتها الكبيرة كممثلة أو مطربة وها هي باتت ملحنة.

البوم “مختلفة” في عام 24 لكارول سماحة سيكون المنعطف الذي تنفذ منه نحو أفق جديدة. فهي التي تكرس أفقاً يشبهها وتريده أن يصبح موضة يحمل بصمتها.

لغة الحب سادت بكل ابجديتها

أكثر ما غنت للحب في هذا الألبوم أو إنها لم تغن سوى للحب. قلبت مشاعر هذا الحب بكل تفاصيله وهواجسه ومشاعره وعبرت عنه بدءاً من بوسة أخر أغنية في الألبوم وأقدم أغنية إذ سبق وطرحتها بشكل منفرد، إلى أغنية “كتير بخاف “أول أغنية مرورا بالسبع أغاني التي تركت بصمتها فيها لحناً وكتابة.

على رأس الأغاني التي صنعتها كارول سماحة في ألبومها الجديد اغنية “غنوا لحبيبي” وهي من كلماتها، وأغنية “نفس” من كلماتها وألحانها، وأغنية “حالة تخدير” من كلماتها وألحانها، وأغنية “خبيني بشنطة” من كلماتها فقط، وأغنية “مختلفة” الأغنية الرئيسية في الألبوم وهي من كلماتها وألحانها أيضاً، وأخيراً أغنية “بتعقد” وهي من كلماتها وألحانها.

من اليسير أن تستدل على أغانيها فهي ذات نفس جديد ولحن جديد . الكلمات غير مطروقة وفيها شيء من العفوية والسليقة الحرة البعيدة عن الانشاء هناك خواطر وتفاصيل لا يصل اليها إلا من هو في منطقة التفرد والاحساس الغريب. كما في اغنية “نفس” و”بتعقد” والألحان جاءت فيها شيء من الجاز. و”تخدير” الاغنية التي اسمها يشي بغرابتها.

دورت كارول الحب بكل فصوله ومشاعره وهزائمه وانتصاراته ومره وحلوه وغيرته. وجمعته في باقة واحدة تحت مسمى “مختلفة”. وكان لها ما شاءت من الاختلاف والتميز.

كارول التي قدمت هذا العمل الغني وهي  على مقربة من انطلاق عملها المسرحي الجديد.

ابتداءً من 11 تشرين الأول- أكتوبر المقبل  وهو عمل استعراضي غنائي راقص “كلّو مسموح The musical”، المأخوذ عن واحدة من أشهر المسرحيات الغنائية العالمية Anything Goes التي عُرضَت للمرّة الأولى منذ ما يناهز التسعين عاماً في Broadway ونالت على مدار السنوات ما يفوق الخمسين جائزةً عالميةً.

 

 

 

قد يعجبك ايضا