“نص خبر” – كمال طنوس
فيلم “فوي فوي فوي ” من انتاج عام 2023 ويعرض حالياً على منصة شاهد. يعتبر هذا الفيلم من أحد الأفلام الجيدة بالرغم من بعض الإخفاقات التي اتصف بها وتميزه الأهم انه يستند إلى احداث حقيقية.
فاز فيلم «فوي فوي فوي» للمخرج عمر هلال بجائزة أفضل فيلم مصري من جمعية نقاد السينما. كما تمّ اختياره للمنافسة على جائزة أوسكار فئة أفضل فيلم أجنبي، خلال الدورة الـ96 من جوائز الأوسكار.
قصة الفيلم
تعود أحداث القصة الحقيقية لفيلم فوي فوي فوي إلى عام 2015، عندما كانت بولندا تستعد لاستضافة بطولة دولية لكرة الجرس للمكفوفين، ويشارك فيها نادي مصري يحمل اسم “نادي الإيمان للمعاقين”، وكان الفريق يضم مجموعة من المكفوفين، قبل أن يتم التلاعب في كشوف المنضمين لإضافة أسماء جديدة.
هذه الواقعة يستند عليها الفيلم ليبني الشخصيات والاحداث ويصور المجتمع المصري الفقير لاسيما بجيله الشبابي ونزعته نحو السفر واستعداده لخوض المعارك الحية وخوض مغامرة الهروب باتجاه مستقبل أفضل. والفيلم على هذا النحو ينضم إلى قائمة أفلام ناقشت قضية الهجرة غير النظامية.
أجواء الفيلم
جاءت معالجة فكرة الهروب تحت غطاء الكوميديا السوداء. والشخصيات فيها من المرارة حصة كبيرة ولكن فيها أيضاّ شيء من الهزلية. فلم يكن طعم الفيلم موحد أو على سياق واحد. الشخصيات فيها نوع من التهلهل والعقدة ضائعة بين شد وارتخاء. وهذا الجو المتراخي ترك أثراً على أداء الشخصيات فمن الصعب القبض على المشاعر الحقيقية لها. هل هي هزلية أو هي مرّة. لو لم تكن قصة الفيلم حقيقية لكان الفيلم ضرباً من الخيال والخفة.
اسم الفيلم الغريب
“فوي” voy مفردة إسبانية تعني “أنا قادم”، ويستخدمها لاعبو كرة الجرس عند الذهاب نحو الكرة لتلافي الاصطدام بزميل أو بلاعب من الفريق المنافس. فهذه التسمية الغريبة وضعت الفيلم في مجال الشبهات والغموض وكان من الأفضل الذهاب بتسمية أكثر استيعاباً ووضوحاً.
نقاط ضعف
لم يعالج الفيلم بعمق فقدان البصر عند اللاعبين ولا معاناتهم. والبطل محمد فراج أظهر كونه شاب يريد ترك البلاد بأي ثمن دون أن يستطيع الدخول في عمق شخصية الضرير التي لعبها لتحقيق مراده بالسفر وهذا ينسحب على كافة الشخصيات وأدوارهم.
هذه تعتبر خفة في تصوير أهم حدث في الفيلم. مضافاً لذلك علاقة الحب بين البطل والبطلة نيللي كريم التي جاءت هامشية وركيكة وبعيدة عن التعاطف. علماً بإن الفيلم بدأ أولى مشاهده بمشهد مقزز بين البطل محمد فراج وسيدة عجوز يتطارحون الغرام. هذا المشهد المنفر جاء صاعقاً وهز كيان الفيلم من أول لحظة. فإن كان الهدف منه اصطياد عين المشاهد فهو عوضاً عن ذلك خذله.
العقدة الضائعة بين الفقر واستماتة الشباب على السفر بأي ثمن. وبين التزوير ومعالجة الأمومة والأبوة وبين فكرة الضرير البطل الذي يلعب كرة قدم. جاء الفيلم أشبه بتجميع مشاهد ولقطات مع حوارات ركيكة.
فريق العمل
الفيلم من بطولة محمد فراج ونيللي كريم وبيومي فؤاد وطه الدسوقي وأمجد الحجار ومحمد عبد العظيم وحنان يوسف، تأليف وإخراج عمر هلال، في أول تجربة روائية طويلة، بعد سنوات من كتابة وإخراج الإعلانات التلفزيونية. وعمر خريج الجامعة الأميركية قسم صحافة وإعلام، ولم يسبق له دراسة السيناريو أو الإخراج.