نور الفلاح أسوأ أفلام آل باتشينو! – هناء فتحي

24 يونيو 2023

هناء فتحي – صحفية وكاتبة من مصر

آل باتشينو بين الأفضل والأسوأ، هذا الخبر ليس من قبيل التنكيت، ولا هو نميمة أو (ألش) و تسلية بين رواد السوشال ميديا ولا صاحب الخبر نرضى له التنمر أو السخربة، بل التأمل ثم التعاطف ثم الصمت التام أمام حزن و جلال ما يعيشه النجم الكبير “آل باتشينو”.

هُنا سندرك أنه يلعب – أو يعيش-أسوأ أدواره في الفن و في الحياة ، لا فرق، كمن سقطت على رأسه بلكونة منزل و هو جالس أسفلها يحتسي قهوته على رصيف الحياة ، أو كمن كان ضمن أربعة أثرياء العالم انفجرت بهم أمس الأول غواصة (تيتان) وهي في نزهة أو (نزوة) فكان أن ارتطمت بقدرها.

تصف الصحف الاميركية الحال المزري الذي يعيشه “باتشينو” بعد أن ورّطته فتاة صغيرة لطفل منه باللفظة الإنجليزية الأميركية Overwhelmed ، حرفيًا تعني أنه مطمور تحت الأنقاض أو ابتلعه جبل، كجبل الدرهيب العظيم الذي أُغلِقَ على البطل في رواية (فساد الأمكنة ) للروائي الكبير  “صبري موسى”، حيث لا مخرج و لا مفر.

يقول “آل باتشينو”: لن أتزوجها، لن أتزوج “نور الفلاح”، لقد انتهت علاقتنا العابرة، جاءتني ببطنها المنتفخ لتخبرني بغلام مني في بطنها، هو إبني، هكذا تقول تحاليل الـ DNA، لكنها لن تسحبني في هُوَّتِها، لا أريدها، سأكون أبًا للطفل كلما تيسر! بمعنى: لو كان له عمر الغريب.

إن “آل باتشينو” قد أسرّ بمكنًن قلبه و روحه و لسانه لحبيبته السابقة – وهي أمٌ لطفليْن منه- وطلب منها العون والتفكير معه كي يهرب من شَرَك “نور الفلاح”، الفتاة الكويتية الأميركية التي تعمل في مجال السينما بهوليود، الفتاة التي عَلِقَت بنجوم أكبر منها عمرًا و تخلوا عنها، لتوقع “باتشينو” في شباكها و في سِكّتها، وفي مسار حياتها حاضرها ومستقبلها.

يقول باتشينو لعشيقته السابقة و أم ولديه “Beverly D’Angelo” أنه غير قادر على إجازة لعب دور الأب أو الزوج في هذا العمر، ربما سيجيد لعب دور في السينما يناسب وضعه البدني الأخير،  و أنه يريد تسوية قانونية لوضعه الحالي، كان يمنح ” نور الفلاح” مبلغًا ماليًا يُتّفَقُ عليه كي (تحل عن نافوخه) ويتخلص منها. ففي بداية إعلانها خبر الحمل لم يكن مرتبطًا بها ولم يكن ليصدق أن ما تحمله في بطنها هو إبنه، وأنه قبل الأمر على مضض بعد نتائج التحاليل الإيجابية.

سنعرف هنا أن الرجل في كل دول العالم و في أعلى و أرقى مهنة أو أبسطها يهرب من (الخَنقة) من زواج الطمع أو الحيلة، كما نطلق عليه (زواج المصلحة) هو يدرك أنها تريد ثروته و أنه في نهايات العمر، وأن هناك من جاءت لتسطو على أنفاسه الأخيرة.

هل كان “باتشينو ” بريئا كالحمل؟ كاليمامة الوديعة؟ لا بالطبع، لقد عاش معها أوقاتًا بإرادته – كما يفعل دائما مع معجباته – فكان أن تركها بإرادته كما اعتاد ان يفعل مع معجباته، أن ينهي المشهد في اللحظة التي يقررها، لكنها كانت تصنع له فيلمًا مخاتلًا. ربما كان فيلم “نور الفلاح” هو أسوأ أفلام آل باتشينو، ربما كان آخرها، لكنه يقينًا الأعلى مشاهدة.

قد يعجبك ايضا