الطبيبة البيطرية بوليانا موتينها تعالج إيتابيرا، وهي أنثى نمر جاكوار احترقت أطرافها لكنّ وضعها يتحسّن، بعدما استعرت النيران في موئلها في بانتانال، وهي منطقة برازيلية تتميز بتنوعها البيولوجي.
نص خبر ـ متابعة
اشتعلت الحرائق في البرازيل بسبب جفاف تاريخي يرجعه الخبراء إلى التغير المناخي، وغطت سحب من الدخان نحو ثلثي البلاد، بما في ذلك بعض المدن الكبرى مثل ساو باولو وريو دي جانيرو.
وثمة منازل كثيرة في مناطق طبيعية رئيسية لناحية التنوع البيولوجي مثل الأمازون، وسيرادو، وبانتانال، وهي أكبر الأراضي الرطبة في العالم وأدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث الطبيعي للإنسانية.
وشهدت المنطقة 1452 حريقا منذ بداية أيلول/سبتمبر، أي أكثر بنحو أربع مرات مما سُجّل طوال شهر أيلول/سبتمبر 2023، بحسب المعهد الوطني للأبحاث الفضائية (INPE).
موتينها قالت في حديثها لوكالة فرانس برس: “نرى حيوانات في أعلى السلسلة الغذائية كنمور الجاكوار، تعاني الحرائق، وهو ما لم يكن يحدث بشكل كبير في الماضي”.
والجاكوار، أكبر أنواع النمور في الأميركيتين، شبه مهدد بالانقراض. وتشير التقديرات إلى أن منطقة بانتانال تضم أقل من ألفي جاكوار.
وأُنقذت إيتابيرا من الحرائق بفضل “نكس نو إكستنكشين” Nex NoExtinction، وهو ملجأ للحيوانات يقع على مسافة قريبة من العاصمة برازيليا (وسط). وعثر على أنثى الجاكوار مختبئة في أنبوب على بعد أكثر من 1200 كيلومتر قرب ميراندا، وهي منطقة متضررة من الحرائق في ولاية ماتو غروسو دو سول (وسط غرب).
إلى جانب زوجها تياغو لوزينسكي، وهو طبيب بيطري أيضا، وعدد قليل من الطلاب، تنظف موتينها جروح إيتابيرا البالغة عامين والتي تزن 57 كيلوغراما وتراقب حالتها الصحية. وبعد شهر من الرعاية شبه اليومية، تبدو أطرافها في حالة أفضل.
وقال تياغو لوزينسكي الذي ينتابه قلق بشأن مستقبلها “لو لم يتم إحضارها إلى هنا وتُركت في البرية، لربما كانت نفقت أو في حالة صعبة جدا”، مضيفا أنّها “آمنة في الوقت الحالي”.
وبالإضافة إلى إيتابيرا، سيكون اثنان آخران من نمور الجاكوار جاهزين قريبا للعودة إلى البرية بعد تلقيهما العلاج المناسب في الملجأ، الذي استقبل خلال 24 عاما أكثر من 70 نمرا، بينها جاكوار وبوما.
من بين 25 نمرا موجودا حاليا في الملجأ، احترق نمر جاكوار خلال سلسلة من الحرائق في بانتانال عام 2020 وأطلق عليه القائمون على رعايته اسم أماناسي.
ويقول سيلفانو جياني، المشارك في تأسيس الملجأ مع زوجته، “إن حالة أماناسي محزنة لأنه لم يتمكن من العودة إلى بانتانال. فقد تعرضت أطرافه لحروق شديدة لدرجة أنها فقدت الأوتار التي تجعل مخالبه تتحرك”.
لكنّه أنجب صغيرين خلال وجوده في الأسر. وعندما يصبح الأصغر جاهزا، سيُرسَل إلى مكان وجود أمه.
وفي البرازيل، يدير القطاع الخاص ملاجئ الحيوانات التي تعاني للحصول على تمويل. فالموارد غير كافية لرعاية الحيوانات المصابة، على قول موتينها.