شهدت فعاليات اليوم الثالث للدورة 81 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، تنظيم جلسة لمناقشة “قائمة المواهب المميزة: عرض الموجة الذهبية الجديدة في السينما العربية” والتي تسلط الضوء على العصر الذهبي الثاني للسينما العربية.
“نص خبر”- عمرو يوسف
وأدار الجلسة ريان آشور رئيس معمل البحر الأحمر، وضمت كلاً من الممثل والمخرج التونسي ظافر العابدين، والمنتجة التونسية درة بوشوشة، والممثلة وكاتبة السيناريو السعودية سمر ششة، وعلاء كركوتي المؤسس المشارك لمركز السينما العربية وMAD Solutions، كما شارك الممثل المصري أحمد مالك، والإعلامية ومقدمة البرامج التلفزيونية اللبنانية ريا أبي راشد عبر تقنية الفيديو، بينما تعذّر حضور المنتج المصري محمد حفظي.

ريا ابي راشد: لا نفتقر للمواهب ولكننا لا نجيد التسويق
الإعلامية ريا أبي راشد أشارت إلى أن الموجة الذهبية الجديدة في السينما العربية لا تحتاج للوصل إلى المستوى العالمي في التقنيات وطريقة العرض والتمثيل، بقدر ما نحتاج لاستلهام النموذج الغربي في التسويق لنفسها والوصول إلى السوق العالمي، وأضافت بأنها تؤمن بأن لدينا مستوى من المواهب في العالم العربي يتساوى مع مواهب نجوم هوليوود ويمتلك جوهر وإحساس التمثيل التلقائي الذي قد لا نراه أحياناً في هوليوود، مؤكدة بأن لدينا ممثلين موهوبين للغاية.
ووضعت ريا أبي راشد يدها على السلبيات التي تؤثر على وصول المنتج الفني العربي للمشاهد العالمي بقولها: إننا نفتقر للانتشار والمنصة والفكرة التي تجعلنا موجودين بشكل دائم في صناعة الأفلام مثل هوليوود، ولم يعد الأمر يقتصر على الفيلم الهوليوودي الضخم لتحقيق النجاح في شباك التذاكر، بل أصبح للفيلم العربي الجيد مكانة، وقد تغير هذا في السنوات الأخيرة على نطاق عربي عام، حيث نرى تحطيم الأرقام القياسية في شباك التذاكر من قبل أفلام محلية بدلاً من الأفلام الهوليوودية فقط.
التونسية درة بوشوشة: ما ينقصنا هو وجهة نظر
المنتجة التونسية درة بوشوشة إنه إذا نظرنا اليوم إلى أفلامنا في العقد الماضي أو العقدين الماضيين سنجد أن الأفلام العربية والأفريقية تُحقق نجاحاً، وبعضها يصل نجاحها إلى الأسواق الدولية فيما يبقى البعض الأخر محلياً، موضحة أن ما ينقصنا هو وجهة نظر المواهب الشابة في الأفلام التي يتم صناعتها.

ظافر العابدين: تعلمت كتابة الأفلام القابلة للتنفيذ
كما قال الفنان والمخرج ظافر العابدين خلال كلمته إنه حاول العمل قبل سنوات على فيلم وكتب قصته ولكنه لم يستطع الحصول على تمويل للفيلم، وبذلك تعلم من تجربته الأولى أنه يجب كتابة شيء قابل للتنفيذ ولا يُكلف الكثير من المال، وحينها جاءت فكرة “قدرة” والتي تشبه أي قصة قد تحدث بين أب وابنه ولم تكلف الكثير من المال لتنفيذها ولكنها قصة مليئة بالدراما، مُضيفاً أنه يعتقد أن كل ما مر به في السنوات الماضية كان الهدف منه توجيه أفكاره وكتابة شيء يمكن تحقيقه.
أحمد مالك: لا أصنع أفلاماً للمهرجانات
الفنان المصري أحمد مالك خلال كلمته إنه لا ينظر للأمر على أنه صانع أفلام ليتم تقديمها للمشاركة في المهرجانات، بل بالعكس فإنه يُقدم فيلم وأينما يذهب به هذا الفيلم سيكون سعيداً، مُضيفاً أنه لا يوجد لدينا وجود واضح في الأسواق الدولية ولا يتعلق الأمر بالإنتاج باللغة الإنجليزية لأنه مع مرور الوقت سيتغير هذا الأمر ويعتبر في زيادة وبشكل خاص في السنوات الأخيرة مستشهداً بالسعودية أنها أكبر مثال على ذلك، وحينما نُفكر في الأمر فهناك عدد قليل جداً من الأفلام العربية التي تم عرضها في المهرجانات الدولية.السعودية سمر ششة: نصنع الأفلام ليعرف العالم حقيقتنا
الممثلة وكاتبة السيناريو السعودية سمر ششة أكدت أن أفلامها تصنع خصيصا لتغيير وجهة نظر العالم في واقعنا العربي وبالأخص الصورة النمطية عن السعودية والخليج، وقالت خلال الجلسة النقاشية إن تجربتها في الكتابة تلخصت بالأساس في أنها تُريد أن تخبر العالم من نحن، كما أوضحت أنها تعلمت اللغة الإنجليزية من خلال الأفلام وذلك أمر شائع في المملكة العربية السعودية، فيما أكدت سمر ششة أنها تريد تصحيح الصورة النمطية عن السعودية لدى الجميع بأنها تقتصر على الصحراء، وهذا غير صحيح، حيث يوجد في السعودية البحر والصحراء والجبال والثلوج وكل الأشياء الرائعة.
فيما أكدت خلال كلمتها أنها تُريد أن يعرف الناس من نحن وبأننا بشر مثل أي شخص، موضحة أنها تعاونت مع الفنان ظافر العابدين بفيلم “إلى إبني” وبأن أحد الأسباب الرئيسية التي جذبتها بالفيلم أنه تم تصويره بمكان جميل جداً في السعودية وهو أبها، فهي مليئة بالجبال والمساحات الخضراء والثلوج وباردة وبعيدة جداً عن صورة الصحراء لذلك أرادت أن يرى الناس تلك الجوانب في السعودية.