تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، انطلقت اليوم في العاصمة الرياض النسخة الثامنة من “مبادرة مستقبل الاستثمار“، والتي تجمع قادة العالم، والرؤساء التنفيذيين، وصنّاع القرار لمناقشة الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة أكبر التحديات التي تواجه كوكبنا في عالم متصل بلا حدود.
“نص خبر” ـ متابعة
في كلمته الافتتاحية، أكد ياسر الرميان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة “مبادرة مستقبل الاستثمار”، أن هذه المبادرة أصبحت منذ انطلاقتها في عام 2017 قوة تحويلية في عالم الاستثمار، حيث ساهمت في تسهيل صفقات تجاوزت قيمتها 125 مليار دولار. وأوضح أن النسخة الحالية تجمع أكثر من 7000 مشارك و600 متحدث عالمي، مما يسلط الضوء على أبرز التحديات العالمية والفرص الاستثمارية المتاحة.
وأشار الرميان إلى أننا نواجه اليوم تحديات عالمية مترابطة تتطلب حلولاً مبتكرة. يركز مؤتمر هذا العام على قضايا ملحة مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والتفاوت في الرعاية الصحية، وهي قضايا تمتد عبر الحدود. ومع ذلك، فإن هذه التحديات تفتح آفاقاً جديدة للتقدم، وهو ما يعكسه شعار هذا الحدث “أفق لا متناهٍ… الاستثمار اليوم لصياغة الغد”، الذي يجسد رؤية للاستثمار في المستقبل.
كما أضاف الرميان أننا نقف اليوم على أعتاب عصر جديد مليء بالإمكانيات، يتطلب منا أن نستثمر ليس فقط في اقتصاداتنا، بل في مستقبل البشرية جمعاء. هذا هو جوهر الاستثمار الهادف، الذي يسعى إلى تحقيق تأثير إيجابي يدوم من خلال استثمارات مستدامة وطويلة الأجل.
وتوقع الرميان أن تفوق اقتصادات الأسواق الناشئة على الأسواق المتقدمة بحلول عام 2030، مما يؤكد الحاجة إلى استثمارات استراتيجية في المجالات التي ستقود الاقتصاد العالمي. وأوضح أنه رغم أهمية العوائد المالية، فإن الاستثمارات التي تحقق تأثيراً إيجابياً على المجتمع والبيئة هي الأكثر استدامة.
كما أشار إلى أن السعودية تلعب دوراً محورياً في دفع عجلة الاستثمار الهادف بفضل مواردها الفريدة وموقعها الاستراتيجي. وأكد أن قطاع الطاقة يعد من أهم القطاعات التي تستدعي الاستثمار، ويتطلب الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون استثمارات طويلة الأجل وتعاوناً وثيقاً بين القطاعين العام والخاص.
من جهته، قال ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “مبادرة مستقبل الاستثمار”: “نحن على مفترق طرق، وخياراتنا ستحدد ملامح العصر”. ودعا الجميع إلى أن يكونوا قادة التغيير الذين لا يرون العالم كما هو، بل كما يجب أن يكون.
تستمر فعاليات المؤتمر لمدة ثلاثة أيام تحت شعار “أفق لا متناهٍ… الاستثمار اليوم لصياغة الغد”، وتركز على استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات العالمية ودور أفريقيا في الاقتصاد العالمي وتعزيز دور المرأة في المناصب القيادية.
من المتوقع أن تستقطب النسخة الثامنة أكثر من 6000 ضيف، و500 متحدث حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، تشمل الاستقرار الاقتصادي والتنمية العادلة ومكافحة التغير المناخي.
وفي أولى الجلسات، أكد الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أن الاقتصاد السعودي من الأسرع نمواً عالمياً، مع التركيز على الاستثمار المحلي. وأوضح أن الصندوق أنشأ العديد من الشراكات الاستثمارية الجريئة مع شركات كبرى، وحقق إنجازات كبيرة منذ عام 2015.
ختاماً، يمثل مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” فرصة لتحويل التحديات إلى فرص وبناء مستقبل زاهر للاقتصاد العالمي والبشرية، من خلال الاستثمار الهادف والتعاون الدولي.