لم يكن “أجوني“، وهو صغير كوالا، يزن أكثر من ثمرة مانغو عندما تم إنقاذه بعد تعرض والدته لحادث اصطدام على أحد طرقات سيدني. تُعتبر هذه الحوادث السبب الرئيسي لنفوق حيوانات الكوالا في أستراليا، بالإضافة إلى داء المتدثرات وإزالة الأدغال.
“نص خبر” ـ متابعة
أنابيل أولسون، مديرة مستشفى جامعة سيدني للصحة والحفاظ على الحياة البرية، تخدّر مع فريقها حيوان كوالا لإجراء فحص طبي له في الأول من أكتوبر 2024. على مدى العامين الماضيين، أنقذت إيما ميدوز ومتطوعون آخرون في منظمة “وايرز” 40 حيوان كوالا من حوادث الاصطدام، مع ترجيح أن العدد الحقيقي للحيوانات التي تُركت على الطرقات ونفقت أعلى بكثير.
تضم أستراليا حاليًا ما بين 95 و524 ألف كوالا، بعدما كانت هذه الحيوانات تنتشر بالملايين قبل وصول الأوروبيين في القرن السابع عشر. وفي عام 2022، أدرجت الحكومة الأسترالية كوالا الساحل الشرقي رسميًا ضمن الأنواع المهددة بالانقراض. تقول ميدوز: “أعتقد فعلاً أننا نتجه نحو انقراض الكوالا. لا أعرف إذا كان بإمكاننا العودة إلى الوراء. أخشى أن يكون الوقت قد فات”.
تشير أنابيل أولسون إلى أن أحفادنا، أو على الأقل أحفادهم، قد يرون الكوالا فقط في حدائق الحيوانات إذا كانوا محظوظين. العلماء يشيرون إلى أن أستراليا تسجل أعلى معدل لانقراض الثدييات في العالم، حيث قُضي على نحو مئة نوع فريد من النباتات والحيوانات منذ مطلع القرن الماضي. وقد أعلنت وزيرة البيئة الأسترالية، تانيا بليبيرسك، أن بلادها أصبحت “العاصمة العالمية لانقراض الثدييات”.
على الرغم من وجود قوانين لحماية موائل الكوالا، تستمر إزالة الأدغال التي تشكل موائلها. كما تواجه هذه الحيوانات تهديدًا آخر يتمثل بداء المتدثرات. في منطقة سيدني، التي تضم أماكن للكوالا خالية من هذا المرض المنقول جنسياً، يخشى العلماء من اختفاء هذه الجيوب في المستقبل. سُجّلت أول إصابة بداء المتدثرات لدى كوالا قبل نحو خمسين عامًا، وقد فتك المرض بمجموعات كاملة خلال العقود التالية، مما قد يتسبب بالعمى والتهابات المثانة والعقم وحتى الموت.
الباحث صامويل فيليبس من جامعة “صن شاين كوست” هو عضو في فريق يعمل على مشروع لتوفير لقاح مضاد لداء المتدثرات. خلال عشر سنوات، طعّم الفريق نحو 165 كوالا وراقب وضعها، وتوصل إلى أن الحيوانات المعنية لم تصب بداء المتدثرات في وقت لاحق من حياتها فحسب، بل انخفض خطر وفاتها بسببه بنسبة 64%.
في كوينزلاند، حققت تجربة باللقاح مقرونة بتدابير مراقبة تحركات الحيوانات على الطرق وحمايتها من الحيوانات المفترسة نجاحًا كبيرًا، لدرجة أن مجموعة الكوالا التي كانت مهددة بالانقراض في غضون عشر سنوات، عاودت النمو مرة أخرى. ومع ذلك، يؤكد فيليبس الحاجة إلى مزيد من الإجراءات لمعالجة الدوافع الأخرى لانخفاض أعداد الكوالا، وخاصة تدمير موائلها، قائلاً: “يمكننا الاستمرار في حماية هذه المجموعات الصغيرة، ولكن إذا لم نزد حجم موائلها ونحميها، فستنقرض”.