“نص خبر” – كمال طنوس
الإعلامية والممثلة كارين سلامة التي توزع ابتسامتها وتفاؤلها في كل اتجاه يوم يكون التفاؤل صعباً، بشرت بالخير وكانت لها كلمة الصبح المغسولة بالضوء. هي اليوم تعيش عند حافة اليأس من هذا الحاضر المقيت المرّ الذي يمر به وطنها لبنان تفتح قلبها لـ “نص خبر” وتحكي الأمور كما هي بدون قفازات بدون رادع تطلق صوتها عالياً وحوله ألف غصة والكثير من الحسرة.
نحن لسنا أرقاماً
فراشة الشاشة كما تلقب لم تعد قادرة على فرد أجنحتها للفرح تقول كارين:” انا التي عشت كل الحروب التي مرّ بها لبنان لكن هذه الأيام هي الأصعب وانا اشهد على بلدي يتدمر وقرى تمحى ومدن تزول وتهدم، وذكريات باتت في غبار النسيان والموت حولنا. نحن لسنا أرقاماً.”
كارين سلامة لم تعد هي نفسها وكأن هناك شيء ما تبدد في مفاهيمها وأفكارها وبات الأمل ضعيف عندها ويغور في أنفاسه الأخيرة.
بحزن تعبر:” تغيرت الكثير من المفاهيم عندي ولم يعد عندي أمل وبت متشائمة وأود مغادرة البلد لكن الذي يمنعني هو مدراس أولادي. فأنا اعد مخططاتي واعقد حساباتي وعندما يصل أولادي عمر 18 سنة بعد سنوات قليلة سنغادر، فهذه المنطقة لا يمكن العيش فيها.”
المنطقة التي اعطتها النجومية والفرح والأمل باتت عند كارين سلامة حسب قولها:” منطقة وجدت حتى تموت. نحن منذ خمسون عاماً نعيش صراعات سواء على الأرض أو فيما بيننا.”
نعيش الانكار التكابر
يبدو العتب شديد عندها والألم غصة في الصدر الذي كان يوزع الفأل والحب تضيف كارين :” نحن شعب لم يتعلم شيء ولا يريد أن يتعلم . نعيش الانكار ونخسر حياتنا ونعيش التّكبر علماً هذا الكلام لا يعمم على كل لبناني. لكن عندما تكون الحرية والمعتقد والتصرف سيهدد الأخرين بسلامتهم وأمنهم وحياة أولادهم هذا لا يعد اسمه حرية ولا معتقد. فطالما أنا لا افرض على الأخر شيئاً فالأخر بدوره عليه ألا يفرض علي مشاريعه.”
لم أعد معلقة لا بأرزة ولا بصخرة
تشد سلامة كلامها وتطلقه صرخة مدوية لتبوح بما هو أبعد من الجرح وتعلن:” انا لم أعد معلقة لا بشجرة ولا بأرزة ولا بصخرة. هدفي أن تمر هذه السنوات القليلة حتى يصبح عمر أولادي 18 سنو ونغادر.”
كارين سلامة التي كان من المنتظر أن تطل في اعمال جديدة وبرامج جديدة لكن بسبب الحرب وتوسعها في لبنان توقف كل شيء. فهي تعيش حالة انتظار حتى تنتهي هذه المجزرة التي تحصل لنا حسب قولها.
