20 يناير 2024
زيد عمران – روائي وكاتب عراقي
بعد أن أنتهيت من كتابة رواية دكة مكة، وعملًا بنصيحة طبيبي النفسي كتبتُ رواية كوميدية، ولأني أمتلك حسّ دعابة لا يتكرر في دورة حياة شمسٍ مرتين؛ قتلتُ بطل الرواية في الصفحة الأولى.
كانت ميتة سَمِجَة ورخوة، خالية من أيّة مشاعر أو منطق أو مغزى. كان البطل يجلس على أريكته المعتادة المقابلة للتلفزيون، بانتظار الفقرة الاعلانية. كان يفكر في شراء أداة تقشير ثمار الكيوي الذي لا يُحبه، وفجأة عَطَسَ، لم يقم بأية ردَّةِ فعل، لأن الفقرة الاعلانية ابتدأت، فحاول أن يعطس مجددًا لكنه مات، وبقيَتْ ملامح وجهه المتشنجة التي تنتظر العطسة ودُفن بها وكأنه وِلِد بها.
عندما قرأ طبيبي ما كتبتُ ضحكَ كثيرًا حتى أنه اعتذر عن إكمال الجلسة وودعني وهو يضحك مع أن ملامح وجهه كانت تشبه ملامح بطل روايتي بعد العطسة ومات الطبيب في اليوم التالي.
لم أكمل روايتي بالطبع والا لسمعتم عن أفضل رواية كوميدية كتبها أحد.
منذ يومين وانا أشتهي أن أعطس، لكني أتوقف في آخر لحظة، لأني لا أفهم لماذا عليَّ أن أفعل ذلك؟ هل لأنها كرونا؟ برد شديد؟ انفلونزا منزوعة الذكاء؟ حساسية مفرطة تجاه الغبار وشعر القطط والكلاب؟
ثمَّ ماذا لو أن ملامح وجهي تشنجت مثل رجلٍ كان يجلس على أريكة ويعمل طبيبًا نفسيًّا، ويظهر في إعلانٍ لبيع اداة تقشير الكيوي؟