عند مدخل أطول كهف في العالم بولاية كنتاكي الأميركية، يحذر أحد حراس المتنزهات الوطنية الزوار من وجود فطر يجتاح مجموعات الخفافيش.
“نص خبر” ـ متابعة
ورغم ذلك، يأمل الباحثون أن يسهم التقدم العلمي في وقف هذه المأساة البيئية قريبًا.
تسبب هذه الفطريات المجهرية عدوى تُعرف بمتلازمة الأنف الأبيض (WNS)، والتي أودت بحياة الملايين من الثدييات الطائرة منذ وصولها إلى شرق الولايات المتحدة قبل حوالي 20 عامًا، مما يُعتبر واحدة من أكبر حالات النفوق في التاريخ الحديث.
ورغم عدم تطوير أي علاج بعد، بدأ العلماء بتنفيذ تدابير جديدة لتقليل تأثير المرض، ما يبعث بعض الأمل مع انتشار الفطر في الغرب الأميركي. يقول جوناثان ريتشارد، المتخصص في متلازمة الأنف الأبيض: “انتقلنا من موقف لم نكن نعرف فيه شيئًا إلى آخر لدينا فيه مجموعة من الأدوات الفعالة”.
تشمل هذه الأدوات رش الدخان على الحيوانات والكهوف لإبطاء نمو الفطريات، بالإضافة إلى استخدام مادة كيميائية على الجدران خلال فصل الصيف. كما لا تزال الحلول الواعدة، مثل اللقاح ضد العدوى الفطرية، قيد الاختبار.
ومع أن المرض يؤثر على الخفافيش فقط، فإن تداعياته أوسع بكثير. تلعب هذه الثدييات الطائرة، التي تتغذى على الحشرات، دورًا بيئيًا حيويًا. وقد ربطت دراسة حديثة تراجع أعداد الخفافيش في أميركا الشمالية باستخدام المبيدات الحشرية وزيادة معدل وفيات الرضع لدى البشر.
تُعد الولايات المتحدة وكندا موطنًا لأكثر من 40 نوعًا من الخفافيش، ويؤثر المرض بشكل رئيسي على الأنواع التي تدخل في حالة سبات. ومع ذلك، تمر هذه المأساة دون أن يلاحظها أحد تقريبًا، حيث لا يدرك الكثير من الزوار وجود هذا المرض عند زيارتهم للكهف.