25 سبتمبر 2023
عبير زرافة – إعلامية من سوريا
هو حال البعض ممن قادتهم أحلامهم الوردية لدخول أبواب الصحافة، لكن يبدو أن هؤلاء الـ”بعض” قد دخلها من الباب الخطأ ليجدوا أنفسهم في عالم “أليس في بلاد العجائب”، وتأخذهم الأحلام ليعتقدوا أنهم خليفة العَلمْ حسنين هيكل.. إلى درجة أن عقولهم التي ضاقت أكثر من “خرم الإبرة”، لم تعد قادرة على تحمل النقد البناء إذ يفتقرون رغماً عن أنفاسهم إلى المهنية وأخلاقياتها وإلى المصداقية في العمل الإعلامي ومقصرون جداً في نقل الحقائق استناداً لمبدأ الوضوح والشفافية الذي لا يدركون منه حتى معاني حروفه ليتشدقوا بأنه عنوان عملهم، لكن هم في الحقيقة يحاولون الاصطياد في الماء العكر لجذب الانتباه متوهمين نقش أسمائهم في لوحات فسيفسائية لأعلام الصحافة العربية لكن خيبتهم التي اعتادوا عليها تقودهم إلى المضي قدما في صحافتهم الرديئة شأنهم في ذلك شأن صحفيي ما يسمى “بالصحافة الصفراء”.
ولا أدري ايضا كيف تغامر مواقع رسمية وغير رسمية بمكانتها الاعلامية المرموقة “وتدرج أشباه أسمائهم فيها رغم أنها “ربما” تعلم مسبقا مدى افتقارهم إلى أدنى مقومات العمل الإعلامي ومنها على سبيل المثال احترام مصداقية وتقدير عمل زملائهم الصحفيين في نفس الموقع أو الوسيلة الإعلامية خاصة عندما يشكك هؤلاء الصاعدون على أكتاف الآخرين بمهنية أساتذة القلم والكلمة..
ويعتقد المرضى النفسيون منهم وما أكثرهم، و بحجة كونهم صحفيون وبحجة البحث عن الحقيقة أن بإمكانهم فتح الأبواب الرسمية ودخول الدوائر الحكومية “بأقدامهم لا بأقلامهم” ولهؤلاء نقول تعلموا الدبلوماسية فهي من صلب العمل الصحفي الذي تطفلتم عليه.
وبعيداً عن الانفعالية الواضحة التي تطغى دائما على مضامين منشوراتهم الفارغة المحتوى كالطبل، فإن العمل الإعلامي مبني على العقلانية، والأكاديميون فقط يعون معناها والمهنيون الخارجون من رحم أمهات الصحف الوطنية الكبرى يعون أيضا ما العقلانية في العمل الصحفي، التي نرجو ان يضعها هؤلاء عنواناً عريضاً أمامهم قبل إنجاز هم موادهم الهابطة.
لعلنا وقتها نجد سبباً مقنعاً لنرفع التشويش السابق لاسمائهم من سطورنا، ونبحث بين مفرداتنا عن كلمة تليق بضيق تفكيرهم وجنون عظمتهم. إن الفساد والضعف وقلة المعرفة الذي يتهم به الملتصقون بالصحافة أسماء يشهد لها العالم بالنزاهة والأخلاق والثقافة وسعة الاطلاع والدبلوماسية نابع من فساد عقولهم، وهذا الفساد هو الاخطر لأنه يدمر مجتمعا بأكمله لا سيما إذا فتحت صاحبة الجلالة أبوابها على مصراعيها امام عقولهم الفاسدة ومحدودة التفكير وأمام أقلامهم المتلونة.
حريٌ بنا إذاً ان ندعو الوسائل الإعلامية المحترمة: أنْ انتقوا صحفييكم، فهم صوتكم وصورتكم امام الرأي العام ولا تتركوا الأبواب مشرعة أمام نسخهم المعدلة فهم يدسون السم في معسول كلماتهم لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام.