سكان في شمال الفيليبين استخدموا المجارف والمعاول لتنظيف منازلهم من الطين والحطام بينما كان آخرون ينتظرون الإغاثة مع ارتفاع حصيلة العاصفة المدارية “ترامي” إلى 76 قتيلا.
“نص خبر” ـ متابعة
اضطر عشرات الآلاف من السكان للنزوح جراء الفيضانات الناجمة عن انهمار أمطار غزيرة تعادل شهرين من المتساقطات خلال يومين فقط في بعض المناطق.
وقال أندريه ديزون مدير شرطة منطقة بيكول المتضررة بشدة لوكالة فرانس برس “ما زال كثيرون عالقين على أسطح منازلهم ويطلبون المساعدة. نأمل أن تنحسر مياه الفيضانات اليوم بعد توقف الأمطار”.
وأكد الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس في مؤتمر صحافي أن إمكان الوصول يظل قضية رئيسية بالنسبة للمنقذين الجمعة، وخصوصا في بيكول.
وأضاف “وقعت انهيارات أرضية في مناطق لم تشهدها من قبل… لذا أعتقد أن التربة تشبعت تماما، ولم يعد هناك مكان تذهب إليه المياه”.
ضاع كل شيء
في بلدة لوريل قرب بحيرة تال البركانية جنوب العاصمة مانيلا، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس طرقا مغلقة بسبب أشجار هوت ومركبات نصف مغمورة بالطين ومنازل تضررت بشدة من الفيضانات المفاجئة.
وقالت إحدى المقيمات وتدعى ميمي ديونيلا (56 عاما) لوكالة فرانس برس “رأينا غسالات وسيارات ومعدات منزلية وأسقفا تجرفها الفيضانات”.
وأضافت “نحن محظوظون لأن الأمطار هطلت في الصباح، ومن المؤكد أن كثيرين كانوا سيقضون لو هطلت في الليل. الخوف الذي انتابنا يفوق الوصف”.
وقال إيسلاو مالابانان (63 عاما) إنه بقي حيا فقط لأن الفيضان حدث خلال النهار، لكن عائلته فقدت كل شيء “بما في ذلك ملابسنا”.
تساءلت جونا ماوليون التي فتحت ورشة لإصلاح السيارات في لوريل قبل أقل من عام، عما إذا كانت عائلتها قادرة على تحمل تكاليف البدء من الصفر.
وقالت المرأة البالغة 47 عاما “اعتقدنا أننا في طريقنا إلى النجاح في العمل، ولم أكن أعلم أن هذا سيحدث، لقد ضاع كل شيء”.
ارتفاع حصيلة الضحايا
بينما عبرت العاصفة “ترامي” الفيليبين في ساعات الصباح الأولى، متجهة غربا فوق بحر الصين الجنوبي، ارتفعت حصيلة قتلى العاصفة مع ورود تقارير جديدة عن سقوط ضحايا.
في مقاطعة باتانغاس جنوب العاصمة مانيلا، ارتفع عدد الضحايا المؤكدين إلى أكثر من الضعف ليصل إلى 43 قتيلا، وفق ما قال قائد الشرطة المحلية جاسينتو ماليناو لوكالة فرانس برس.
وأضاف أن معظم القتلى في باتانغاس من بلدة لوريل وبلدتي تاليساي وأغونسيلو المجاورتين، بينما لا يزال 16 آخرون في عداد المفقودين في تاليساي.
وأوضح أن “التحدي الأكبر هنا هو الطين السميك. في منطقتنا، يبلغ ارتفاع الطين حوالى 10 ثلاثة أمتار مع الحطام والصخور”.
وتابع “نأمل ألا تهطل أمطار في الأيام المقبلة حتى نتمكن من العثور على الجثث بسرعة”.
في منطقة بيكول، أعلنت الشرطة الجمعة مقتل 29 شخصا، فيما تم العثور على أربع جثث في أماكن أخرى.
وفي مؤتمر صحافي صباحي، أشار الرئيس ماركوس إلى أن مدينتي ناغا وليغازبي أبلغتا عن “سقوط العديد من الضحايا، لكننا لم نتمكن من الوصول إليهما بعد”.
إجلاء 320 ألف شخص
ظلت المكاتب الحكومية والمدارس في أنحاء جزيرة لوزون الرئيسية مغلقة الجمعة، كما ظلت تحذيرات من ارتفاع العواصف قائمة على طول الساحل الغربي، مع احتمال وصول الأمواج إلى مترين.
وقال خبير الأرصاد الجوية في الولاية جوفرن هابالوياس لوكالة فرانس برس إن مقاطعة باتانغاس شهدت هطول “ما يعادل شهرين من الأمطار” أي 391,3 ملم، يومي 24 و25 تشرين الأول/أكتوبر.
وذكرت حصيلة رسمية في وقت متأخر الخميس أن نحو 320 ألف شخص تم إجلاؤهم في مواجهة الفيضانات التي حولت شوارع إلى أنهار، فيما غطت بعض البلدات رواسب بركانية شبيهة بالطين خلفتها العاصفة.
واستخدم المنقذون في مدينة ناغا وبلدية نابوا القوارب للوصول إلى سكان عالقين على أسطح المنازل طلب العديد منهم المساعدة عبر منشورات على موقع فيسبوك.
توقفت عمليات البحث عن صياد مفقود غرق قاربه في المياه قبالة مقاطعة بولاكان غرب مانيلا الجمعة بسبب التيارات القوية، حسبما قال مكتب إدارة الكوارث المحلي.
يضرب الفيليبين والمناطق المحيطة بها نحو 20 عاصفة وإعصارا كبيرا كل عام، ما يؤدي إلى تدمير منازل وبنى تحتية ومقتل العشرات.
ولكن دراسة حديثة أظهرت أن العواصف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تتشكل بشكل متزايد قرب السواحل، وتشتد بسرعة أكبر وتستمر لفترة أطول فوق الأرض بسبب تغير المناخ.