ضربوا ترامب و بايدن بـ ميشيل أوباما – هناء فتحي

18 أغسطس 2023

و هكذا، و عملًا بالمثل القائل : (ضربوا عصفورين بحجر واحد) فعلوها و ضربوا كل مرشحي الحزبين الكبيرين ، الأشرار والطيبين، المحتملين وغير المحتملين، للإنتخابات الرئاسية الاميركية القادمة بالمرشحة المحتملة: “ميشيل روبنسون أوباما “، وهكذا سيتم حسم الجدل والصراع و الصداع وطي صفحة النائم بايدن و البلطجي ترامب بشكل قاطع بعد أن صار إسم ميشيل يتردد في الصحف والقنوات التلفزيونية مرشحة محتملة لرئاسة أميركا.

و لعلها ليست المرة الأولى التي يتم فيها طرح إسم “ميشيل أوباما” لرئاسة أميركا ، حدث ذلك كثيرا بعد خروج زوجها مباشرة من الرئاسة، كان اسمها يُطرَح كجَسْ نبض أو كشائعة سرعان ما تختفي، لكنها هذهِ هي المرة الأولى هذا الأسبوع التي يُطرح فيها إسم “ميشيل ” حاسمًا باتًا قاطعًا للشك، بل كان طرح إسمها يشبه كثيرًا وقع تلك التفاحة التي سقطت على رأس نيوتن فقال: وجدتها و هكذا وجدت المخابرات الاميركية تفاحتها، فكان أن تداولت بعض الصحف الأميركية اسم ميشيل بكثرة و بقوة كونها (رقم كبير ) في معادلة الإنتخابات الأميركية شديدة الصعوبة وباعتبار أنها أكثر ثقلًا وأهمية و قيمة من أسماء أخرى لا تليق بأميركا، أسماء بعضها مكانهم الطبيعي ليس في البيت الأبيض بل مكانهم في دار العجزة أو مستشفى المجانين أو السجن هذا هو السبب المُعلَن حتى الآن.

يقينًا ثمة أسباب غير معلنة و أكثر منطقية و أكثر إلحاحًا في طرح إسم ميشيل أوباما ميشيل زوجة أوباما و محركة خيوطه و كاتبة خطاباته الأشهر في فترتيه الرئاسيتين وعقله وضميره وظهره و سنده و أم إبنتيه، المحامية صاحبة الكاريزما والتي يحبها شعب أميركا حتى ذاك الشعب المقسوم على حزبين هل هذهِ فقط كل الأسباب؟

بالطبع لا تستطيع أن تُخمّن بأن ميشيل هي مرشحة الضرورة ، ميشيل الأفريقية السوداء المطلوب طرحها و إطلاقها في القارة الكبيرة الغنية بثرواتها / الفقير شعبها ، المنكوبة بحكامها و بانقلابات العسكرية و التي تصوب المخابرات الأميركية عيونها وسلاحها وآمالها عليها في لحظة تاريخية حاسمة في التاريخ الأفريقي لحظة تخرج منها فرنسا الإستعمارية مدحورة تاركة فراغا وذهبًا ومعادن وبلاد فقيرة جاهلة مفككة محكومة بالإنقلابات، ولا تريد أميركا أن تلتهم روسيا الغنيمة وحدها، روسيا التي بسطت يديها على بعض بلدانها ومعها الصين بالطبع، لذا جاءوا برئيسة من قلب أفريقيا ومثلما بدأ الأفريقي الأسود “باراك أوباما” خطواته الرئاسية الأولى من حرم جامعة القاهرة بمصر .

ربما ستدخل البيت الأبيض من عتبة النيجر أو السودان ، مثلًا يعني والسؤال : لماذا تجاهلت المخابرات طرح إسم كمالا هاريس وهي لا تزال في الحكم نائبة الرئيس الحالي؟ الإجابة لأنهم إختبروها (لا بتهش و لا بتنش) لا صوت ولا صدى ، تشبه كثيرا رئيسها النائم ، كمالا التي كانت أملًا لكثير من الأميركان و التي كانت هي أيضًا مشروع مرشحة الضرورة ، بمعنى أنه تم طرحها و زرعها في البيت الأبيض لإخماد ثورة (حياة السود مهمة )والتي اشتعلت في 2020 عقب مقتل الشاب الأسود جورج فلويد على يد الضابط الأبيض إيريك شوفين ، وهي الحادثة المكرورة في التاريخ الأميركي وفي كل العهود الرئاسية ديمقراطية أو جمهورية ، والتي كانت ذروتها – و ياللعجب- في عهد أوباما الأفريقي الأسود، أوباما الذي قُتِلَ في عهده أكبر عدد من المواطنين السود على يد الشرطة، لكن ثورة حياة السود مهمة لم تشتعل في كل الولايات إلا أثناء حكم “ترامب” ولم الثورة التي لم تخمد إلا ببزوغ إسم كمالا هاريس، الإسم الذي تم إخماده هو الآخر بفعل فاعل.

سؤال : لماذا تجاهلت المخابرات طرح إسم هيلاري كلينتون لو كان الأمر هو ان المطلوب للرئاسة إمرأة ؟ هل يبدو الأمر هكذا ؟ لا بالطبع ، ف كمالا هاريس نصفها هندي ليس مطلوبًا في هذا التوقيت ، كما أن “هيلاري ” فشلت كمرشحة أمام ترامب، ولأنها مكروهة للغاية من معظم الشعب الأميركي -حتى من بيل كلينتون- بالإضافة لكونها ورقة محروقة في أفريقيا ، ووجهًا و إسمًا مكروهًا أيضًا و أياديها السوداء واضحة في ليبيا وفي تفخيخ الثورات بكثير من البلاد منذ أكثر من عشر سنوات نعود الى ميشيل ونطرح سؤالًا حول “من قتل طباخ الرئيس أوباما وزوجته المُحتملة “ميشيل” غرقًا في بحيرة قصرهما بأحد منتجعات ولاية ماساتشوستس؟ وهل لشخصية الطباخ صلة أو علاقة برضا البعض أو برفض البعض لطرح إسم ميشيل أوباما للرئاسة؟ هل عملية موت أو قتل الطباخ كانت مع أم كانت ضد ترشح ميشيل؟ فكان أن تم التخلص منه؟ وهكذا يتم طرح إسم ميشيل دون إزعاج أو فضائح أو فتح ملفات جنائية في وقت تبدو فيه البلاد في أضعف حالاتها.

وحتى اللحظة ستجد أن التحقيقات الدايرة والمفتوحة حتى الآن حول الموت الغامض لطباخ عائلة أوباما لا تتهم أحدا و تميل الى إغلاق الملف بالموت غرقًا قضاءً و قدرًا ، لكن من الممكن فتحها بصيغة أخرى وبشهود و بأدلة مختلفة لو أرادوا ذلك منذ عامين وفي حوار لها مع الدايلي إكسبريس طرحت ميشيل أوباما إسم زوجها باراك أوباما كأمنية ،كمرشح محتمل بديل ل بايدن النائم في انتخابات 2024 ولم تطرح نفسها ، قالت و تمنت ذلك من قلبها ، عرضت على الرأي العام أن يترشح زوجها مرة ثالثة لرئاسة أميركا خاصة وأنه الرئيس الاميركي الوحيد الذي لم يخرج من البيت الأبيض بفضيحة و لم يدخله بفضيحة.

والسؤال من جديد : هل كان موت الطباخ وراء استبعاد اسم باراك أوباما بالذات كمرشح محتمل وطرح إسم زوجته ميشيل بدلًا منه؟ ميشيل العنيدة قوية المراس إبنة برج الجدي بكل صفاته المتسلطة و السلطوية و المولودة في 17 يناير عام 1964 هي الرقم الصعب والإسم الأبرز والأقوى من بايدن وترامب و دي سانتوس و روبرت كنيدي و آخرين.

قد يعجبك ايضا