سكان البندقية يشتكون من السياحة المفرطة و تدفق الزائرين

2 أوغسطس 2023

يارا حسين _ الغارديان

عجّ جسر ريالتو الشهير في البندقية بالسياح و أوصت اليونسكو بوضع المدينة الإيطالية على قائمتها المهددة بالخطر بسبب السياحة المفرطة ومخاوف بيئية أخرى. وظهرت معالم السعادة على جحافل الزوار الذين كانوا يلتقطون صور سيلفي ويتناولون المثلجات.

وأوصت اليونسكو الاثنين بإدراج البندقية على قائمة التراث العالمي المهدد، بسبب تدفق السياح والتأثيرات الناجمة عن الاحترار المناخي في وقت لم تتخذ فيه إيطاليا تدابير كافية لمكافحة تدهور المنطقة.

وأشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة إلى أنّ آثار التغير المناخي والسياحة المفرطة تهددان بإحداث تغييرات نهائية للقيمة العالمية البارزة لممتلكات المنطقة.

ولفتت المنظمة إلى أنّ ارتفاع مستوى البحار والظواهر المناخية المتطرفة الأخرى المرتبطة بالاحترار العالمي يهددان سلامة المنطقة.

وقائمة التحديات التي تواجهها البندقية طويلة، من الأضرار البيئية التي طالت بحيرتها وصولاً إلى رحيل سكانها، إذ لم يبق منهم سوى 500 ألف شخص فقط، ما يجعلها مدينة بلا روح بحسب نقاد كثيرين.

وقبل عامين، تحاشت البندقية بصعوبة إدراجها على قائمة اليونسكو التي ترمي إلى تحفيز الحكومات على اتخاذ إجراءات للحفاظ على الأماكن التي تُعدّ ذات قيمة عالمية للإنسانية، بعدما فرضت المدينة حظراً على السفن السياحية الضخمة.

وحذرت مجموعات مُدافعة عن البيئة السفن التي توفر رحلات لآلاف السياح وتُبحر قرب الشاطئ تحديداً، مما يتسبب في تسجيل موجات عالية تساهم في تآكل أساسات البندقية وإلحاق ضرر بنظام البحيرة البيئي الهش. إلا أنّ تحويل مسار السفن إلى ميناء مارغيرا الصناعي الأبعد مسافةً، لم يعالج مسألة السياحة المفرطة بحد ذاتها.

وتشير البيانات الرسمية إلى أنّ نحو 3,2 ملايين سائح باتوا ليلتهم في الوسط التاريخي للمدينة خلال العام الفائت، في رقم لا يشمل آلاف الزوار اليوميين الذين يزورونها نهاراً فقط.

إدارة التحفة المعمارية 

وكانت اليونسكو ادرجت البندقية عام 1987 على قائمة التراث العالمي باعتبارها “تحفة معمارية استثنائية”، لكنها حذرت من ضرورة اعتماد “إدارة سياحية أكثر استدامة” لها. وأكدت أنّ ما أُجرز في المنطقة الإيطالية لم يكن كافياً، مشيرة إلى أنّ السلطات ليس لديها رؤية استراتيجية مشتركة شاملة.

ويقول النقّاد إن الإجراءات التي تم اعتمادها في المجال السياحي كانت غير فعّالة وأتت متأخرة.

وجرى تأجيل خطة لاعتماد نظام الحجز المدفوع للسياح الذين يزورون البندقية ليوم واحد فقط مرات عدة، بسبب مخاوف من تأثيرها بصورة كبيرة على الإيرادات المتأتية من السياحة وتعريض حرية الحركة للخطر.

قد يعجبك ايضا