خاص – نصّ خبر
لعل صناعة الإعلان اليوم هي الصناعة الأكثر حساسية من بين الفنون الإبداعية، إذ نتقدم عاماً بعد عام نحو الإيجاز والسرعة الخاطفة، والمساحة الإعلانية المقيدة بثوانٍ علينا أن نقدم فيها أهدافنا بكل رشاقة ولماحية وحسم.
إن المنافسة اليوم في تقديم إعلان متفوق باتت صعبة وفيها الكثير من التحديات المتعلقة بالوفرة وسرعة الإيقاع والفكرة التي يجب أن تكون عبقرية حتى تصل إلى الجمهور المحتشد بالأفكار التسويقية والإعلانات المتتالية.
ويعتبر رمضان هو الموسم الأول للإعلانات التجارية، حيث تعرض الأعمال الدرامية وبرامج المسابقات وغيره بشكل مكثف. وفي هذا العام برزت العديد من الأعمال الإعلانية المتجاوزة واللافتة.
“نص خبر” يستقرئ بعض أهم إعلانات العام بشكل سريع:
منصة جود للإسكان – بجودك تمنح الأمل
فتاة ترسم حلمها في الصف، تريد منزلاً يفرح أمها ويكافئ تعب أبيها وتحلم بغرفة صغيرة لها، وتتساءل هل هذا ممكناً؟ في ثلاثين ثانية وبرحلة بصرية ممتعة، تأخذنا كلمات القصيدة الشفافة والذكية جداً لنصل إلى نهاية مفاجئة تحثنا على أخذ القرار.
فودافون – شكراً من هنا لبكرة
بالاتكاء على أغنية رائعة بصوت عمرو دياب، يتقدّم الإعلان في زمنه بمشاهد بصرية غاية في العاطفة، تفسر الأغنية في حاجتنا دوماً إلى سند حقيقي وشريك في الحياة، ومع ظهور محمد صلاح المتأخر يتكلل الإعلان بقبول هائل.
بنك الراجحي – أقدم وأجدد بنك
جرت العادة، حينما تكون شيخ الكار والأقدم في المصلحة، يقوم جيل الشباب بالتفاخر عليك بحداثتهم ورشاقتهم التي لا تمتلكها، في هذا الإعلان يعيد بنك الراجحي تصدير هويته ويفكك الذهنية الجمعية التي يحاول المنافسون الترويج لها. وبضربة قاضية و”سلوغان” رائع يعلن أنه أقدم وأجدد بنك.
مؤسسة مجدي يعقوب للقلب– شبر ونص
يدعونا هذا الإعلان الخيري للتبرع لعلاج الأطفال المصابين بأمراض القلب، بجمال بصري أخاذ وأغنية بالغة الشاعرية بصوت أنغام ومحمود العسيلي، نكرر معهما “لو يوم قلبو بيتوجع.. نتوجع نحنا بدالو”.
وزارة الثقافة – عام الشعر العربي
خرج الشعر من الجزيرة العربية وجال وطاف، وفي عام 2023، تقرر وزارة الثقافة السعودية أن تستعيد أمجاده وتوفر له منزله الفخم الذي يعرفه. يبدأ الإعلان من مكتبة وينتهي بصالة المغادرين، يبدأ بأبيات لمحمد الثبيتي، وينتهي بأبيات لغازي القصيبي. اسمان من أكبر شعراء العصر الحديث.
البنك الأهلي – عشرة 125 سنة
يستثمر البنك الأهلي 125 عاماً قضاها في خدمة المصريين وتفّهم احتياجاتهم، إنه في هذا الإعلان يشير إلى تلك التفاصيل الدقيقة التي لا يمكن أن يراعيها جديد “العشرة”، صورة بصرية فائقة العاطفة، وتفاصيل عبقرية تقول الكثير، كقراءة أحد الشباب لرواية ابراهيم أصلان وهو المأخوذ عنه فيلم “الكيت كات” الذي أصبح أيقونة شعبية مصرية.