رحيل الشاعر والروائي “بيار ألفيري” الابن البكر لفيلسوف التفكيك “جاك دريدا”

29 أغسطس 2023
نص خبر – مكتب القاهرة

 

عن ستين عامًا رحل فى صمت تام الشاعر والروائي” بيار ألفيري” الابن البكر لفيلسوف التفكيك الفرنسي “جاك دريدا”
وقد أعلنت دار “بول” الشهيرة خبر الرحيل بعد أيام من وفاته من دون أن تحدد أسبابها.
وقد ذكرت الدار أن الوفاة كانت فى 16 اغسطس الجاري 2023

وبيار ألفيري هو ابن جاك دريدا من زوجته العالمة النفسانية مارغريت أوكوتورييه،
وفصل ألا يحمل اسم عائلته التي الشهيرة، وأن يكون شاعراً وروائيًا وفيلسوفًا في بعض نصوصه بعيدًا عن اسم والده وشهرته ومنهجه الفني .

لكن هذا الابن البكر الذي اختار اسم عائلة جدته لأمه كان وفياً لأبيه ولو من بعيد، وقد انفصل عن خطه الفلسفي ومشروعه الكبير، واختار طريقاً مختلفاً تماماً هو طريق الابداع الشعري والروائي والموسيقي والسينمائي، وقد نجح في جمع هذه الأنواع في بوتقة إبداعية خلاقة، مؤسساً مشروعاً فريداً وغير مألوف سابقاً، على رغم انتمائه إلى فضاء التجريب الشعري واللغوي والفني. يقول بيار في إحدى قصائده: “لا أنسى بطاقة أبي البريدية”، في تلميح إلى كتاب دريدا البديع “البطاقة البريدية: من سقراط إلى فرويد وما بعد”. ولعله ظل وفياً إلى جزائرية والده، الذي ولد في الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي عام 1930، متحدراً من أسرة يهودية سفاردية، عاشت طوال أجيال بالجزائر .

ولد بيار ألفيري 1963 ودرس في المعهد العالي الجامعي (إيكول نورمال سوبيريور) في باريس الذي كان يدرّس فيه والده، ونال فيه شهادة الدكتوراه، فإن الرسالة الجامعية التي أنجزها كانت حول فيلسوف ولاهوتي فرانسيسكاني بريطاني هو غيوم دوكاهم (بالإنجليزية: وليام أوف أوكاهم)، ويعد من كبار الفلاسفة واللاهوتيين في القرون الوسطى، وقد نعت بالمهرطق وواجه السلطات الكنسية تبعاً لإخضاعه اللاهوت لقراءة فلسفية وعلمية. كانت هذه الدراسة بمثابة مفاجأة كبيرة، فهي نمت عن معرفة عميقة لدى بيار بالفلسفة واللاهوت، وسرعان ما صدرت في كتاب عن دار مينوي الشهيرة عام 1989. وبعد هذه الدراسة التي كان من المنتظر أن تفتح أمام الشاب طريقاً متفرداً في عالم الفلسفة، راح بيار يبتعد عن المناخ الفلسفي من غير أن يهجره تماماً، مؤسساً منهجاً شعرياً وأدبياً وفنياً فريداً، يتواصل مع “التراث” الشعري الحديث وينقطع عنه في الحين نفسه، ساعياً إلى اختبار ما وصلت إليه الحداثة الشعرية والفنية والفكرية، معتمدا لعبة “التفكيك .

قد يعجبك ايضا