بعد عشر سنوات من اللجوء إلى لبنان بسبب النزاع في بلاده، اضطر السوري أحمد مصطفى للهروب مرة أخرى، هذه المرة عائداً إلى سوريا في ظل غارات الاحتلال الإسرائيلي الكثيفة. عند معبر جوسيه الحدودي، يقول مصطفى، البالغ من العمر 46 عاماً، “هربنا من الحرب وعدنا إلى الحرب، خرجنا من الصفر وعدنا إلى تحت الصفر“.
نص خبر ـ وكالات
يستذكر مصطفى كيف غادر مدينته قبل عشر سنوات عندما دخل تنظيم داعش إليها، مضيفاً أنه لم يحمل معه سوى الملابس التي كان يرتديها. الآن، يتكرر المشهد نفسه، حيث يهرب من غارات الاحتلال الإسرائيلي.
يستعد أحمد للعودة إلى الرقة، حيث يعيش مع أحد أقاربه في منزل من الطين. وقد دفع التصعيد الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر أكثر من 310 آلاف شخص للعبور من لبنان إلى سوريا، معظمهم سوريون.
هذه هي المرة الثانية خلال أقل من عشرين عاماً التي يضطر فيها سكان لبنان للجوء إلى سوريا. خلال حرب تموز 2006، هرب نحو 250 ألف شخص إلى سوريا.
ينتظر جعفر العلي، البالغ من العمر 53 عاماً، عند الجانب السوري من المعبر، حافلة تعيده وعائلته إلى الرقة حيث لا ينتظره شيء سوى طريق وترقب. يقول العلي “من نزوح إلى نزوح، رحلة لا تنتهي، واليوم سنتوجه إلى شارع مفتوح في الرقة”.
منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، لجأ مئات الآلاف من السوريين إلى لبنان، حيث تجاوز عددهم المليوني شخص. ورغم تراجع وتيرة المعارك في سوريا، إلا أن البلاد غارقة في أزمات اقتصادية ومعيشية.
فرّ بشار حميدي، البالغ من العمر 25 عاماً، من الرقة في عام 2016 بحثاً عن مستقبل آمن، لكنه يجد نفسه اليوم في نفس الوضع. يروي بشار كيف أنه كان يسمع أصوات القصف ويشاهد الجثث أثناء هروبه، ويعبر عن خوفه من أن يصيب الموت عائلته.