نص خبر- دمشق
30 أغسطس 2023
من يعرف رامي حنا، يدرك أن الرجل فهم اللعبة باكراً، وأيقن أن الأضواء وحدها لا تصنع مبدعاً. لذا، انسحب من التمثيل نحو الإخراج فصنع أعمالاً مهمة مثل «عنترة» (كتابة غسان زكريا ـ 2007)، و «زهرة النرجس» (كتابة خلدون قتلان ـ 2008) ثم حقق صدى عربياً كبيراً من خلال مسلسل تجاري هو «روبي» (كتابة كلوديا مرشيليان ـ 2012).
بعد ذلك انكفأ بحثاً عن تجربة جديدة، عساه يقارع النيران التي اندلعت في بلاده. إذا به يعود بمسلسل «غدا نلتقي» (إخراجه وكتابته بالشاركة مع إياد أبو الشامات وإنتاج كلاكيت ميديا) في هذا العمل وبخيار مدهش تمكّن منذ حلقاته الأولى من أسر المشاهد، وتحقيق نقلة نوعية في ما يخص دراما الأزمة. لعب الممثل والمخرج السوري على الطريقة الرمزية للشخصيات وتاريخها. بل ترك الباب موارباً أمام احتمالات تأويلية متباينة، بحيث يمكن لكل متفرّج أن يفك شيفرة هذه الرموز وفق وعيه وإدراكه وتماسه مع الجرح السوري الذي نراه معمماً في «غداً نلتقي» على كل مستضعفي العالم.
بلغة شاعرية، يجرّب حنا الوصول إلى مقولاته من دون طرحها بشكل مباشر وفج، بدءاً من الشارة التي يلتقط فيها صوراً وثائقية صادمة من الحرب ثم يركِّب عليها بأسلوب كاميرا الأطفال شخصيات مسلسله.
إيغل فيمز ورامي حّنا : «نعدكم بدراما اجتماعية واقعية ومشوقة ومختلفة»
بعد هذا النجاح المدّوي لم يفلح حنّا في إعادة التجربة الفريدة لذا راح باتجاه مسلسل معرّب بعنوان «تانغو» (الكتابة للعربية إياد أبو الشامات وإنتاج إيغل فيلمز) ومن ثم توّلى إخراج مسلسل «الكاتب» وبعده عمل بعنوان «البريئة» فيما ظّل يهرول بين مشاريع بعضها يؤجل أو أنه يعتذر عنها كما فعل مع مسلسل «معاوية» الذي توّلاه طارق العريان بعد اعتذار حنّا عن عدم إخراجه .
أخيراً أعلنت شركة «إيغل فيلمز»عن تعاقدها مع المخرج الفلسطيني السوري البارع ليكون حاضراً في خطّتها وقالت على لسان صاحبها جمال سّنان بأن التحضيرات بدأت لإنجاز مسلسل جيد يعنوان «ع أمل» (كتابة نادين جابر وإخراج رامي حنّا) وأرفق هذا التعليق بصورة جمعته بالكاتبة والمخرج وبوعد مختصر جاء فيه: «نعدكم بدراما اجتماعية واقعية ومشوقة ومختلفة»