“نص خبر”- كمال طنوس
“حياة الماعز” ليس مجرد فيلم تعرضه “نتفلكس”، هو محاولة اصطياد في ماء ظنّ البعض أنّه عكر.. الأمور لا تجري على هذه الشاكلة في مملكة الخير.. ترفّع كبارها عن الرد لكن لا بأس بإيضاح بعض المغالطات في عمل قام على الغش فلم يقنع حتى صناعه.
أكثر من مليوني ونصف مليون هندي يعيشون في المملكة العربية السعودية يقتاتون من خيرها، ويشيدّون أحلام الغربة في سفرهم وينقلون هذا الجنى والاحلام إلى ديارهم ليبنوا مكانتهم الرفيعة. ديار لو وجدوا فيها خيراً ما نزحوا منها.
هذا عن الهنود! أما من باقي الدول فمملكة الحلم تحوي أكثر من 13 مليون مهاجر يقتاتون وينعمون ويحلمون ويتظللون بسمائها. أتوها حتى يحصدوا من خيرها ويقطفون غلتهم التي لم يجدوها إلا في نخيلها.
لم نجد فيلماً يحكي عن هؤلاء وأمجادهم التي بنوها والمال الذين وفروه ثم عمروا بيوتهم وقصورهم واسسوا لرزقهم، وأنشأوا مكانتهم من خير تلك الديار الكريمة.
حياة ماعز.. غسيل عقول
جاء فيلم “حياة ماعز” ليفرد مشاهد لمدة ثلاث ساعات عن حياة مهاجر لم يوفق في حيلة مقصودة المرمى والهدف. جيء بحادثة قديمة وأقيم فيلم طويل من المعاناة. رش غباره تحت جناح الفن ليقول شيئاً أخر. يغسل العقول بما هو ليس حقيقيا. نكش صناعه الماضي جاءوا بحادثة وبنوا فنهم من ذرة غبار وجعلوا منها عاصفة هوجاء لا تمت للواقع بصلة.
العواصف تأتي من حقيقة التلبد ومن ارتفاع الغيم. وغيم المملكة لم يمطر إلا خيراً. فهذه الملايين المهاجرة العاملة هي العاصفة والرعد والمطر لمنابع الأرض التي منت لهم بالرغد وحققت أحلامهم وزارهم الخير وتنعموا بالبحبوحة.
تجارب ملهمة.. مهملة
لماذا لم يؤلفوا فيلماً عن هؤلاء. لماذا لم يفردوا ساعة واحدة عن هذا الجمع الذي جاء ارض النعيم وجمع غلاله وملأ سلته، ومن ثم تنعم بما جناه من مملكة الخير.
نكران وجحود
هذا النكران وهذا الجحود وهذا التصوير السيء هدفه التسويق لأفكار ومكانة مثيرة للغثيان.
ليست صدفة تصوير هذا الفيلم وليس بريئاً هذا التسويق الشرير. فمن يريد ان يكون موضوعياً يرحل نحو الحقيقة الجلية والتي سطرها ملايين المغتربين الذين عاشوا في أرض الحلم.
المملكة كدست مكانتها ومناعتها في عظمتها، وفضلها كبير وشاسع على شعوب كثيرة، البعيد كما القريب وليس ثمة ما هو أبعد من الهند
“حياة الماعز” فيلم عنصري وملغوم بالكثير من الرسائل التي لا تمت للواقع للصلة.
هو الشرود في صحراء الفن الغشاش لا يقنع حتى صناعه.