بيروت_ كمال طنوس
يعيد مسلسل “رو” RU التركي الذي يعرض على “شاهد” بعنوان “حكاية روح”، النجمة مريم أوزرلي “السلطانة هيام” إلى الشاشة بصورة جديدة عمّا عرفناها.
السلطانة التي ملكت القلوب بشخصيتها وجمالها واناقتها وأثرها الذي صنع التاريخ. تستعيد وهجها داخل الحاضر وترسم شخصية طازجة من لحم هذا الزمن.
“رو” أسم المطعم الخاص بالبطلة ريان “مريم اوزرلي” الذي اسسته مع زوجها الشيف “امير”. وداخل هذا المطعم وحوله ستحاك كل قصص الحب وأوجاعه.
بداية رتيبة ثم تفجر غير مألوف
يبدأ المسلسل بارداً ورتيباً مع مشاهد المرأة ريان الوحيدة الحزينة المتروكة التي تتلقى التوبيخ وسوء المعاملة من زوجها ذي الطباع النزقة، ليس فقط مع زوجته بل ايضاً مع فريق الطباخين في مطبخه. وفي صدفة ليلية تجده يخونها داخل مطبخ المطعم مع صديقتها التي تعمل معهما.
وفجأة يتفجر مسار العمل ويشتد عصبه وتسيل روحه المرهقة في الحب والغدر. وتبدأ جمالية السرد تأخذ مجراها الشيق داخل أجواء قروية بمناخاتها وصورها الطبيعية وبحرها وأسلوب حياة تلك البقعة الأرضية التي تشبه الحلم.
فرادة هذا العمل في أجوائه الساحرة ضمن الطبيعة الخلابة فالحوارات والأشخاص مزروعين بين الشجر وأمواج البحر والأحداث والتحولات كلها تجري ضمن بقعة ساحرة في أزمير.
أماكن التصوير لغة أخرى من السكينة في العمل
هذه الأماكن الساحرة هي لغة أخرى تولد البطانة التي ستلف سرد الأحداث مضافاً لها مذاق الأطعمة ورائحة التوابل وطريقة تقديم الأطباق. ليصب كل هذا في إطار رومانسي خالص بين بحر وشواطئ وأشجار وليل من نجوم.
“رو” عمل رومانسي خالص مسكوب بأوعية الحياة الصعبة بين شظف العيش وقدر المحبين الصعب ونفسيات البشر المتضاربة بين اللؤم والطيبة والانتهازية والتضحية.
يجري العمل بتمهل فهو يفاضل الوقوف عند التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق أكثر من الأحداث الكبيرة المشوقة. فتلك الحوارات العميقة التي تحتاج فهماً وسليقة ثقافية كبيرة، مع شخصيات تتقلب أمزجتها بصمت، مع إجادة إحضار الصور البراقة ذات البعد الحالم والرومانسي. كل هذا يصنع من العمل فرادة أكثر من كون هناك احداث تتغير.
“رو” الرومانسي الأشبه بقصيدة
“رو” مسلسل على شكل قصيدة يؤلفها كل الابطال المشاركين وأهم الشعراء في هذا العمل هي ريان أي مريم اوزرلي و بوراك بيركاي أكغول بشخصية أوزار. والحكاية تبني شواهقها على حب يتفتح بين سيدة بعمر 38 وشاب مراهق بعمر 18.
الغرابة التي قد تتبادر إلى الذهن هي الحب القائم بين امرأة ناضجة جدا وشاب مراهق بفارق عمر كبير. لكن الغرابة الحقيقية هي فيما يعالجه العمل من أفكار أبعد وأهم. وكيف يرسم ذاك الخط المشتعل بين أثنين لا مفر أمامهما إلا أن يكونا حبيبين.
يركز “رو” على كيفية تفتح الحب من براعم طرية وغريبة فيها كل عطور الأحلام وكل قصائد الشعر وكل الإلهام وكل النشوة التي تحرق الأفئدة. وينشأ هذا التخاطر والخطف بين الأرواح وكيف النفوس تلتقي بنظرة وكلمة وحركة ويحدث ذاك التجاذب الخطير. ويصبح الأخر هو الحلم وهو الرشد والمبتغى ويصبح الحبيب كائن موجود في الداخل قبل أن يكون انساناً يمشي على قدمين. أنه أشبه بالحلم المتجسد.
قصة الحب العجيبة والغريبة
ريان “مريم أوزرلي” هي المرأة الناضجة المليئة بالأنوثة والنظرة الحزينة. تعيش الغبن مع زوجها. يأتي من يهزها بكلمة مخطوفة من لؤلؤ بحري. واهتمام فيه رشد العلماء. وموقف فيه وتد الرجولية. ونظرة أبعد من سماء. فيهز كيانها وتصبح كورقة شلعها الريح بين يدي فتى يتقن قراءة الدواخل.
والبطل المراهق أوزار شاب ذكي جداً لا بل عبقري وليس شاباً عادياً فيه نفحة الحكماء وذهنية الحالمين ناصع ونقي. يلتقي بامرأة تتماثل مع أحلامه حول الأنوثة تمتلك كيانه فيصب كل ابداعه وذكاءه في جذب امرأته المرجوة فيصبح البطل العاشق المتيم. يحضر لها وصفة حلوى تشبه أنوثتها وبريق عينيها ومذاق لسانها ويدرس الوحدات الحرارية حتى يبقي على رشاقتها ويلون حلواه باللون الذي تعشقه ويثير رغبتها. هذا هو شكل الحب في “رو”. شيء خارج المألوف وموجود فقط في أوهام يصعب أن تتحقق.
وبين رحى سيدة ناضجة وفتى يافع تدور طواحين الحب غير أبهة بالعمر لتصبح المرأة هي الفتية ويصبح اليافع هو الفارس المنشود.
“رو” عمل رومانسي مصفى بكل ما فيه يأخذنا بعيداً عن الواقع.
أحداثه معاصرة لكن أبطاله وأماكنه وحواراته من زمن الأحلام والمخيلة الشاردة في هذا الكون الرتيب.
أبطال العمل
ابطال مسلسل RU مريم اوزرلي، بوراك بيركاي أكجول، هيرا كويونجوغلو، سيفال سام، ديريا الابورا، ظافر الجوز، ايمري كارايل وعدد من نجوم الدراما التركية.