26 إبريل 2023
نص خبر- خاص
تعرّض مسلسل «النار بالنار» (كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز ــ بطولة: عابد فهد وكاريس بشار وطارق تميم وجورج خباز وزينة مكي وساشا دحدوح وهدى الشعراوي ـــ إنتاج «الصبّاح») لمجزرة حقيقية على مستوى التعديلات. أمر جعل الكاتب يخرج صراحة معترضاً على الشكل النهائي للعمل، معتبراً أن أكثر من 60% مما ظهر على الشاشة، ليس له علاقة به. نقطة الخلاف ظهرت على شارة العمل بمرور اسم ورشة افتراضية لا يُفصح عن أسمائها، كأننا أمام ورشة تهريب أو تجّار آثار. العمل بجزء منه مجحف بحق السوريين، فهو لا يعكس مرحلة النزوح الحرجة المسيّجة بالوجع والعوز، كونه يقترح مجموعة نماذج سورية غارقة في الانحدار، ويقع في مطب التناقض الصريح لسلوك الشخصيات مع بنائها، إضافة إلى غياب المبرّرات الكافية للكثير من الأفعال والأحداث غير المنطقية، وخصوصاً قصة الحب التي تجمع اللبناني العنصري المتعصّب الحاقد على السوريين مع سيدة لاجئة بسيطة كانت تعيش في حي الشيخ محيي الدين ولا يمكن لها الانسجام مع منطق حياة هذا اللبناني! مع كلّ ذلك، قدّم المسلسل مادة بصرية تحكي عن أكثر المواضيع المعاصرة حساسيةً وهي العنصرية المتبادلة بين اللبنانيين والسوريين، والمعارك الباردة والحامية بينهما على خلفية تاريخ مربك بين البلدين الجارين. جرّب المسلسل اقتحام المحظور ولو كانت التجربة مفكّكة في مطارح عديدة وقعت في هنّات لا تُغتفر. لكن يمكن القول بأن التجربة بحد ذاتها استحقّت الإشادة.