حارس الأفكار والنصوص.. سليمان المعمري

16 أبريل 2023

حاوره: هاني نديم

في وقت باتت الحقوق الفكرية مباحة والسرقات العلمية أكثر من أن تحصى، يقف العماني سليمان المعمري في وجه هذه الانتهاكات بقوة وحسم، يراقب المواد العلمية الأكاديمية وبحوث الدكتوراة ويردها إلى مصادرها، يتابع الصحافة ويعرف من انتحل مقال من ومن سرق أفكار من.

سليمان المعمري قاص وصحافي من سلطنة عمان، قدم للأدب الكثير وهاهو اليوم يقدم الكثير في مجال الصحافة الاستقصائية والحقوق الفكرية.

نص خبر التقته وسألته: لماذا أخذت كل هذه المعارك على عاتقك؟ ما الذي تريده من كشف الانتحالات ومتابعة أصول النصوص والسرقات؟، يجيب المعمري: يطرح علي هذا السؤال كثيرًا، وأندهش منه دائما. لأن السؤال الحقيقي الذي يفترض أن يُسأَل هو: لماذا لا يختار الآخرون هذا الأمر؟ فالأمر الشاذ هو مشاهدة فعل السرقة يحدث أمامنا ونحن صامتون، وليس الإبلاغ عن هذه السرقة هو الأمر الشاذ. هناك للأسف من لا يعترف بالسرقة إلا إذا كانت سرقة أموال أو أشياء مادية، ولا يكترث بسرقة الفكر، رغم أن هذه السرقة الأخيرة أخطر بكثير. فإن فقدتَ مالًا تستطيع أن تعوضه بطريقة أو بأخرى ولكن إن سُرق نصك ونسِب زورًا وبهتانًا إلى شخص آخر فكيف ستعوضه؟”.

أتعجب من سؤال لماذا تبحث عن السرقات! السؤال الحقيقي المفترض: لماذا لا يختار الآخرون هذا الأمر؟

يضيف: “ما الغاية من سلوكي هذا الطريق؟ إحقاق الحق وإعادة الأمور إلى نصابها بنسبة المقال إلى كاتبه الحقيقي، أو البحث إلى مؤلفه الأصلي. ليس لي أي غرض آخر من هذا الأمر. إن جاز لي أن أسمي ما أفعله “مشروعا” فهو مشروع غير مربح، بل إنه يُخسرني كثيرًا من الجهد والوقت والأصدقاء، لكن تلك السعادة الداخلية التي تخامرني بعد كل كشف عن انتحال بأنني أرجعتُ (أو ساهمتُ في إرجاع) نص إلى صاحبه، أو مقال إلى مؤلفه، تعوضني عن كل الخسارات”.

سألناه: كم تعتقد نسبة الأصول الحقيقية اليوم من المواد الأكاديمية والأدبية التي تقدم؟ يقول: “في الحقيقة من المجازفة الإجابة عن هذا السؤال، فأنا في النهاية لستُ أكاديميًّا ولا من المتابعين للأكاديميا العربية بما يكفي للحكم على مدى الحقيقة أو الزيف فيها. أعني من ناحية كونها من تأليف أصحابها أو أنها منتحلة من هنا وهناك. فمعظم الأبحاث الأكاديمية التي كشفتُ عن سرقتها توصلتُ إلى ذلك من خلال بلاغ ما وليس من خلال تبحّر في المجلات العلمية المحكمة مثلا. لكن بعيدًا عن السرقة والانتحالات فإن كثيرا من الأبحاث الأكاديمية التي أتيح لي قراءتها لهذا السبب أو ذاك منفّر بلغته المتقعّرة ورطانته غير المفهومة ولا يشجّع على القراءة”.

وعن الأدب في عمان، استطلعنا رأي سليمان المعمري كيف يصف الحالة الأدبية في عُمان؟ إذ أجاب: “الأدب في عُمان يمر بمرحلة ازدهار وتعافٍ. إذا ما تحدثنا فقط عن الجوائز سنجد أن كثيرًا من الأدباء العُمانيين فازوا بجوائز أدبية مهمة في السنوات الأخيرة، ليس ابتداءً من فوز الروائية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر عام 2019 ولا انتهاء بفوز الشاعرة عائشة السيفي بجائزة أمير الشعراء عام 2023. ولكن حتى بعيدًا عن الجوائز والقوائم القصيرة والطويلة للجوائز العربية فإننا نملك أدباء رائعين في شتى صنوف الأدب من شعر وقصة ورواية ومسرح وأدب رحلات”.

قد يعجبك ايضا